قيّد النظام السوري، دخول المدنيين لمحافظة دير الزور بسهولة، إذ وضع شروطاً تحول دون ذلك، وقام بمصادرة آلاف الهكتارات في ريفها.
وقالت مصادر مطلعة إن حاجز “البانوراما”، الواقع عند مدخل مدينة دير الزور الجنوبي وعدة حواجز في مناطق أخرى، باتت تشترط على الراغبين بالدخول إلى دير الزور أن يكونوا من حملة هوية صادرة عن نفوسها (محافظة دير الزور) أو طالباً جامعياً أو منتسباً إلى إحدى الميليشيات التابعة لروسيا أو إيران أو النظام.
واتخذ النظام السوري هذا القرار وحصره بيد ضباط فروع الأمن الموجودين على الحواجز، وفق ماذكرت مصادر تلفزيون سوريا.
أسباب المنع
وجاء قرار المنع لسببين، أولهما أن الأجهزة الأمنية “لا تريد دخول واستقرار أحد ضمن دير الزور سوى سكانها والمقيمين فيها في ظل إهمال خدمي كبير للنظام إلى جانب معرفة الفروع بجميع المقيمين ونشاطاتهم وتحركاتهم”.
أما السبب الآخر فهو لمنع أبناء باقي المحافظات من التوجه إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” أو المناطق الخارجة عن سيطرة النظام على الحدود مع تركيا.
الاستيلاء على آلاف الهكتارات
إلى ذلك، أصدر محافظ دير الزور التابع لحكومة النظام، فاضل نجار، قوائم بأراض زراعية تمت مُصادرتها من قبل النظام في محافظة دير الزور خلال الأيام القليلة الماضية، بذريعة ملكيتها لأشخاص مطلوبين من قبل أجهزة الأمن والمخابرات.
اقرأ أيضاً دير الزور القنبلة الموقوتة
وتحمل القوائم أسماء أصحاب الأراضي الزراعية والعقارات المُصادرة، ممّن يقيمون خارج مناطق سيطرة النظام سواء داخل سوريا أو خارجها.
كما تتضمن مساحة تلك الأراضي والعقارات والأسباب التي تذرّع بها النظام للاستيلاء عليها والتي تتلخّص بأن أصحابها من “المطلوبين أمنياً” بحسب ما ورد في القوائم المسرّبة.
وشكلت “محافظة دير الزور” لجنة مختصة لإحصاء الأراضي الزراعية منذ نحو 3 أشهر، بحسب ماذكر مصدر مطلع لتلفزيون سوريا.
ولفت إلى أن هدف اللجنة “معرفة أماكن إقامة أصحاب هذه الأراضي، ليتسنى للنظام مصادرة أراضي الأهالي المهجرين والمقيمين خارج مناطق سيطرته”.
وبحسب ما أظهرت القوائم الأخيرة فإن مجموع مساحة الأراضي المُقرّر مصادرتها تجاوز الـ 1500 هكتار.
وتعود ملكية معظمها لأهالي بلدة “القورية” ، بالإضافة إلى أراض صغيرة نسبياً تتوزع في بعض القرى المحيطة بالبلدة والتابعة لريف البوكمال جنوب شرقي دير الزور.
وسيطرت قوات النظام على المدينة وأجزاء من ريفها أواخر العام 2017، بدعم إيراني، حيث تمتع الميليشيات الإيرانية فيها بنفوذ كبير.