قال مهدي لصحيفة “تلغراف” البريطانية إن إيران كانت تدفع لهم مبالغ مالية جيدة وتمنحهم الإقامة الدائمة لقاء قتالهم في سورية إلى جانب قوات النظام.
ينحدر مهدي _الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه الكامل_، من أقلية الهزارة العرقية في أفغانستان الذين ينتمون للمذهب الشيعي ويشاركون في لواء فاطميون والذي يقدر تعداده حوالي 50 ألف مقاتل.
انخرط لواء فاطميون بالقتال في سورية منذ 2013عام ، بعدما قرر الحرس الثوري الإيراني إرسال اللواء لسورية لمساعدة نظام أسد الذي كان يتداعى في معاركه العسكرية.
وقال مهدي، الذي يبلغ من العمر 26 عاماً “كنت بحاجة ماسة إلى المال لأتمكن من العيش.. كان لدي أحد الأصدقاء يعمل كمقاتل وعندما علم أني بحاجة إلى المال قال لي إن لديه عملا مربحا”.
ولأن مهدي مقيم في أفغانستان قام بتهريب نفسه عبر الحدود إلى منطقة تقع جنوب طهران وهنالك قام بتسجيل اسمه في أحد المساجد الذي يفتح أبوابه لتسجيل الأفغان الشيعة للعمل كمرتزقة في لواء فاطميون.
يعيش المقاتلون الذين تجندهم إيران حياة اقتصادية صعبة ولذلك ينضمون للعمل في المليشيات الإيرانية. وبالإضافة للأموال، يلتحق البعض للقتال بدافع المغامرة، بينما ينضم آخرون بسبب المشاعر الدينية الطائفية.
وأشار مهدي إلى أن الأموال التي كانوا يتلقونها للقتال في سورية كانت كبيرة ولكن التحريض الأساسي كان دينيا,. أخبرهم رجال الدين الإيرانيون أن الأضرحة الشيعية المقدسة في خطر بسبب الثوار السوريين وأن مهمة فاطميون هو الدفاع عنها.
بدأ مهدي بتلقي راتبه الشهري فور التسجيل، وقال ” بدأوا يعملون على تغيير أفكارنا”. يتلقى العنصر الجديد تدريبا على يد أفغان وإيرانيين. كان مهمة الأفغان تتجسد في تدريب المقاتلين الجدد على استخدام السلاح وتعلم فنون الحرب بينما ركز المدربون الإيرانيون على الجانب العقائدي.
وأضاف “كان لدينا العديد من البرامج الدينية، لدرجة أصبحنا متعطشين للشهادة.. كنا نرغب فقط بالذهاب إلى سورية والموت هناك”. أقنعهم الإيرانيون بأن “معتقداتنا هي الشيء الوحيد الذي نملكه، ولذلك علينا الدفاع عنها”.
كان التدريب سريعاً، وذلك بسبب نقص القوات البشرية في سورية حتى أن بعض المجندين لم يتلقى سوى 10 أيام تدريب فقط وذلك على حد قول مقاتل آخر، عرّف عن نفسه على أنه علي.
وقال علي، الذي قاتل في حلب “تساءل البعض منا، لما لا يتدخل الجيش الإيراني بشكل مباشر؟ ولكن الإيرانيون قالوا لهم إن التدخل مباشرة غير وارد لأن القوات الأمريكية متواجدة في سورية ومن الممكن أن يؤدي التدخل الإيراني الرسمي إلى خلق المزيد من التوتر بين البلدين”.
وبينما تتألف فاطميون من مقاتلين أفغان، يشرف عليهم قادة إيرانيون يقومون بزجهم بالصفوف الأولى في سورية لخرق دفاعات الفصائل بينما تنتظر قوات النظام تقدمهم لتتمكن من الالتحاق بهم فيما بعد.
وبسبب نمط تجنيدهم وطريقة قتالهم كانت معدلات الخسائر مروعة. وقال علي “في واحدة من أعنف المعارك، كانت مجموعتنا حوالي 50 مقاتلاً، بعد انتهائنا من القتال لم يتبقى منا إلا حوالي ثلاثة أو أربعة أفراد.. قتل اثنان من أصدقائي هناك، أحدهم كان خطيباً. قتل العديد من أصدقائي في الخطوط الأمامية في سورية”.
وقال مهدي إنه خدم ثلاث جولات، كل جولة ستة أشهر، ومن ثم قرر التوقف “حصلت على ما يكفي من المال لم أعد بحاجة إليه الآن”.
وأشار إلى أنه يشعر بأن الأضرحة لم تعد في خطر ولذلك تم تسريح العديد من الأفغان الذين قاتلوا في ذروة الحرب حيث قرر بعضهم العودة إلى أفغانستان بينما قرر آخرون البقاء في إيران والاستفادة من وضعهم القانوني الجديد.
تلغراف_ أورينت