افاد موقع “دير شبيغل” الألماني، أنّ العائلة الحاكمة في سوريا تعيش اليوم صراعاً مماثلاً لصراع الثمانينات بين حافظ الأسد وأخيه رفعت، وأن صراعاً آخر من أجل السلطة والمال ينخر دائرته العائلية القريبة، منذ أشهر.
وفسّرت ذلك بأنّ رامي مخلوف قد تجاوز الخطوط الحمراء، حين خرج إلى الإعلام وكشف المستور بعدة تسجيلات مصورة نشرها في صفحته على “فيس بوك”.
وبحسب المعلومات الواردة في تقرير نشره موقع دوتشي فيلله، فقد أشار الكاتب الألماني موريتس باومشتيغر في صحيفة “زودويتشه تسايتونغ”، أن توجه مخلوف لهذا الطريقة للوصول إلى الأسد فيه جانب استعراضي، لكنه يكشف في الواقع عن تحولات في أعلى هرم السلطة، فلطالما كان مخلوف أحد المقربين من الأسد، الذين موّلوا النظام السوري منذ اندلاع الثورة في 2011.
وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن الخلافات علاقة مباشرة بالفريق الاقتصادي الذي تديره أسماء الأسد زوجة بشار، ويبدو أن هذا الفريق وضع خطة لاستعادة المبادرة في قطاعات المال والأعمال في ظل الأزمة لاقتصادية الخانقة التي تجتازها البلاد، ولكن أيضا لدرء أي مخاطر أو منافسة محتملة تهدد مستقبل عائلة الأسد.
كما تشير بعض التقارير الإعلامية إلى دور روسي في الأمر، كما أن تضارب الروايات يسيطر على الموقف، فهناك من يرى أن الكرملين بات يرى في “جشع” مخلوف خطرا على استقرار النظام في دمشق، فيما يرى البعض الآخر بأن موسكو نفسها تسعى للاستحواذ على شركة “سيريتيل” وأجزاء أخرى من القطاعات الاقتصادية يحتكرها مخلوف.
إلا أنّ تقريراً نشره موقع “مينا ووتش” أشار إلى أن الصراع لا يقتصر على المال فقط، فقد كدست عائلتا الأسد ومخلوف ما يكفي من الثروة للعيش في رغد دائم، لكن الأمر يتعلق أيضا “بصراع على السلطة والنفوذ” على حد تعبير أوليفر بيشا.
إلى ذلك، لفت “مينا ووتش” إلى أن “أن الإيرانيين بدورهم أرادوا دخول سوق الهواتف المحمولة السورية عامي 2014 و 2015 ، إلا أن مخلوف حال دون ذلك، لأن سوريا ليست “دولة عادية”، بل إن هناك أسرة نهبت بلدا منذ عقود، بحسب الموقع.
وتجدر الإشارة إلى أن كريستوف إرهارت مراسل صحيفة “فرانكفورته ألغماينتسايتونغ” في بيروت، كتب مقالاً قبل أيام عرض فيه شهادات لسوريين من الطائفة العلوية، وأورد شهادة رجل في الثلاثينات قال “لقد ضحينا بدمائنا، لكننا لم نحصل على شيء مقابل ذلك”، في إشارة للحرب التي استنزفت طاقات البلاد.
ليفانت- وكالات