شهدت الساعات الماضية هجمات متفرقة في درعا جنوب سوريا تزامنا مع تشديد النظام حصاره على درعا ومنعه دخول الطحين إليها.
وتحدثت معرفات محلية، عن اشتباكات جرت على محور الكازية في درعا البلد، كما قصفت قوات النظام المنطقة ومشطتها بالرشاشات المتوسطة.
واستهدف مجهولون حاجزًا في مدينة الشيخ مسكين شمالي درعا بقذائف “الآر بي جي”.
منع دخول الطحين
في الأثناء، منعت قوات النظام إدخال مادة الطحين إلى أحياء درعا البلد جنوب سوريا، وذلك استكمالاً لسياسة التضييق والحصار الذي تفرضه على المدنيين منذ ما يقرب من 48 يوماً.
وقال موقع “تجمع أحرار حوران” إن النظام يتعمّد “إحكام حصاره على المدنيين في درعا البلد وقطع الخبز.
وأشار إلى عدم وجود بديل عن مادة الطحين كي يستعين بها الأهالي ويسدوا فيها العجز الحاصل كالاستعانة بمادة القمح التي احتكرها النظام ومنع الاتجار بها.
وأضاف المصدر أن بعض العائلات تخبز ما تبقى لديها من مادة الطحين بطريقة تقليدية.
حيث تستخدم العائلات الحطب أو بقايا الورق والكرتون بسبب انقطاع مادة الغاز منذ بداية الحصار، وما وصلت إليه جرّة الغاز من ارتفاع تجاوز عتبة 100 ألف ليرة سورية.
ووفق”التجمع” فإن إغلاق كثير من المحال التجارية ونقل بضائعهم إلى درعا المحطة إثر الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام “زاد الطين بلة”، وأدى إلى فقدان الطحين بشكل كامل من الأسواق.
انتعاش أتاوات الحواجز
ولفت التجمع إلى أن الأفران الخاصة التي كانت تبيع الخبز السياحي أغلقت أبوابها، مبيناً أن البعض يتمكنون من إدخال عدد من ربطات الخبز السياحي يومياً، لكن بعد حصول قوات النظام، المنتشرة على الحواجز المحيطة بدرعا البلد، على إتاوة أو نصف الكمية المراد إدخالها.
قيود صارمة على حركة المدنيين
وفرضت حكومة النظام خلال الفترة الماضية ضوابط أكثر صرامة على مداخل ومخارج منطقة درعا البلد، ومناطق أخرى للضغط على المجموعات المعارضة للنظام، للاستسلام وتسليم أسلحتهم والانتقال إلى الشمال.
ووفق مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، سمح في الآونة الأخيرة للمشاة فقط بالخروج من درعا البلد على طول طريق السرايا، مع الخضوع لإجراءات أمنية صارمة.
كما نشرت قوات النظام دباباتها في مناطق سكنية، لتعزيز مواقعها العسكرية في درعا البلد.
و جرى تصنيف الحملة العسكرية بأنها الأكثر خطورة منذ عام 2018، بعد اتفاقات المصالحة التي توسطت فيها روسيا، وفق مفوضية حقوق الإنسان الأممية.
ويأتي هذا فيما لم تؤد مفاوضات اللجنة المركزية في درعا البلد مع نظام الأسد برعاية روسية إلى إحداث أي تغير في التطورات على الأرض لجهة التقدم نحو تسوية بالمنطقة.