يتجه النظام لإنهاء عمل اللجنة الأمنية في درعا، بعد انتهائها من “حملة التسوية” فيها، تبع ذلك دخول محافظة درعا في مرحلة توزع نفوذ جديد للسيطرة بين مخابرات النظام، والتي يتوزع ولاؤها بين إيران وروسيا.
وأجرت اللجنة الأمنية في درعا في الفترة ما بين شهري أيلول وتشرين الأول الماضي عمليات تسوية في مدينة درعا ومعظم مناطق المحافظة، تمت خلالها تسوية وضع عدد من المنشقين عن النظام والمدنيين الذين أُدرجت أسماؤهم من قبل النظام على قوائم التسويات، وتسليم أعداد من السلاح الفردي.
توزع نفوذ جديد لمخابرات النظام
وبعد انتهاء التسويات، أعادت قوات النظام السوري في 4 من تشرين الثاني الحالي، تمركز قواتها، إذ انسحبت أرتال تتبع لـ”الفرقة 15″ من مدينة درعا، وعادت إلى مواقعها في السويداء، وكذلك استبدلت قوات النظام عناصر تابعين للأمن السياسي بحواجز الجيش في معبر “نصيب.
ووفق قيادي سابق في المعارضة، فإن ترتيبات جديدة تجري لنفوذ قوات النظام وتوزيع مناطق السيطرة، وسد الفراغ الذي خلّفه انسحاب “الفرقة الرابعة” من الريف الغربي.
وتابع القيادي بالقول: “سيخضع الريف الغربي لسيطرة الأمن العسكري، في الوقت الذي يخضع فيه الريف الشرقي لسيطرة المخابرات الجوية، بينما سيبقى الريف الشمالي تحت سيطرة “أمن الدولة”، بحسب ما نقل عنه موقع عنب بلدي.
وأضاف القيادي أن التحركات بدأت بانسحاب حاجزين في محيط بلدة تسيل وحواجز في داعل كانت تتبع للمخابرات الجوية”،والتي تسلمت بدورها حاجز الأمن العسكري من بلدة النعيمة بوابة الريف الشرقي.
وبحسب القيادي، فإن التغييرات في المنطقة بدأت بعد انسحاب “الفرقة الرابعة” المحسوبة مع المخابرات الجويةعلى إيران ، بينما يعتبر الأمن العسكري مقرباً من روسيا،.
وفي مسعى من النظام لإظهار الطابع المدني على الدولة وخاصة للقادمين من معبر “نصيب”، قام بوضع عناصر “الأمن السياسي” الذين يتبعون وزارة الداخلية مكان حواجز الجيش.
“اللواء الثامن” ينكفىء في بصرى الشام
وفي التوزع الجديد، انكفأ “اللواء الثامن” بمدينة بصرى الشام فقط بعد أن سحب سلاح مجموعاته، كما تراجع حضوره بعد أن كان يُطرح في السابق كقوات تقبل بها المعارضة.
وحول قرار روسيا بتقليص نفوذ وامتيازات “اللواء الثامن”، يرى الباحث عبد الوهاب عاصي في حديث لموقع عنب بلدي، أن الأمر يبدو مرتبطًا بعدم نجاح مشروع “اللواء” بالكامل، سواء من ناحية الالتزام بالمهام أي “مكافحة الإرهاب”، أو حتى التسويق له في محافظة درعا كطرف مقبول يساعدها على ضمان الوصول.
وأضاف عاصي أن روسيا في الوقت نفسه لم تتخلَّ عن “اللواء” بالإبقاء على مقره الرئيس، وذلك لقناعتها بضرورة الحفاظ على نموذج “الفيلق الخامس”، و لاسترضاء الأردن، الذي يحرص على الإبقاء على قوة سنية في الريف الشرقي لمواجهة إيران.
الاغتيالات تزداد
في سياق متصل، تصاعدت عمليات الاغتيال في المحافظة من جديد، بعد انتهاء التوتر والعمليات العسكرية، حيث وثق ناشطون من “تجمع أحرار حوران” مقتل ما لا يقل عن 35 شخصاً في المحافظة خلال شهر تشرين الأول الماضي.
وعمدت الميليشيات الإيرانية إلى تسليم الملف لوجوه جديدة موالية لها، إذ سُلّم ملف الجنوب للواء مفيد حسن المعروف بولائه لـ”فيلق القدس” الإيراني، وفق ماذكر الناشط همام فهيم لموقع عنب بلدي.
وبرز مفيد حسن خلال عمليات “التسوية” في درعا البلد، إذ كان يرافق الرئيس السابق للجنة الأمنية، حسام لوقا في الاجتماعات التي انعقدت قبيل التوصل لاتفاق حول المحافظة.