كشف بحث ميداني جديد أجرته جامعة كوين ماري بلندن، عن أن 20% من الأطفال السوريين في لبنان، ممن يعيشون في مخيمات اللجوء، تعايشوا مع مشكلات الصحة العقلية بشكل أكبر مما يعتقده كثيرون.
وذكرت الدراسة والتي أجريت على أكثر من 1500 طفل في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، بأن الأطفال وأسرهم الذين يعيشون في بيئات مليئة بالتحديات يحتاجون لدعم أكبر.
%84 من الأطفال تعرضوا لتجربة القصف
وتظهر الدراسة بأن غالبية الأطفال (84%) تعرضوا لتجربة القصف، و37% منهم تعرضوا لتجارب مباشرة تتصل بالعنف بين الأشخاص مثل مشاهدة التعذيب، في حين أن 44% منهم ذكروا بأن شخصاً مقرباً منهم قتل في الحرب.
مايكل بلويس أستاذ علم النفس في جامعة كوين ماري، وأحد من قام بالبحث الميداني، أشار إلى أن نحو 20% من الأطفال حافظوا على تأقلمهم بالرغم من تعرضهم لتجربة الحرب والنزوح.
وأضاف: “من المقلق أن يكون غالبية الأطفال يعانون من خطر الإصابة بمشكلة تتصل بالصحة العقلية. إذ تبين لنا بشكل جلي بأنه لابد من تلبية المزيد من الاحتياجات لدعم الأطفال اللاجئين، لاسيما هؤلاء الذين يعيشون ضمن بيئة مليئة بالتحديات في مخيمات اللجوء”.
كما اكتشف الفريق البحثي الذي أجرى مقابلات أيضاً مع مقدمي الرعاية الأولية للأطفال، بأن الأطفال لا يعانون من آثار ما بعد الحرب فحسب، بل أيضاً من مشكلات يتعرضون لها داخل المخيمات، وتشمل التنمر والوحدة.
ضرورة دعم أُسر الأطفال
كساندرا ماني بوفام من جامعة كوين ماري بلندن، وهي الكاتبة الأولى لهذا البحث، أشارت إلى أن نتائج البحث أظهرت الحاجة للتركيز على دعم الأسرة بأكملها، وتقديم فرصة أفضل للأطفال حتى يتكيفوا مع ظروف صعبة جداً في المخيمات.
وشددت على ضرورة تقديم مأوى مستقر مثلاً أو موارد ملائمة، أو الحصول على التعليم للأطفال، بالإضافة إلى دعم أسرهم الذين يعانون هم أيضاً.
وجمعت بيانات الاستبيان الخاص بالدراسة عبر مقابلات أجريت في بيوت الأطفال داخل تجمعات سكنية في منطقة البقاع اللبنانية خلال الفترة الواقعة ما بين 2017-2019.
ووسط تزايد احتياجات الصحة النفسية، استفاد أكثر من 26،300 طفل سوري ولبناني وفلسطيني، بالإضافة إلى 10،000 من مقدمي الرعاية من أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي، وفق بيانات الأمم المتحدة في حزيران 2022.