دراسة تحذر من زواج القاصرات السوريات في الأردن

حذرت دراسة أعدها المجلس الأعلى للسكان في الأردن، من أن زواج القاصرات السوريات اللاجئات قد يؤدي إلى عواقب “جسدية واجتماعية ونفسية” وخيمة، مشيرة إلى أن “زواج الأطفال يعد شكلاً من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي”.

ونشرت الدراسة، أمس الأربعاء، بعنوان “التقاطع ما بين الصحة النفسية وصحة الأمهات حول الولادة لدى القاصرات السوريات المتزوجات ما دون سن الـ 18”.

أسباب الزواج

وأشارت الدراسة إلى أن زواج القاصرات السوريات في الأردن، يُعزى إلى عوامل أيديولوجية واقتصادية وقانونية وأمنية وشخصية.

وتتجلى تلك العوامل في التحول في العلاقات الاجتماعية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوضع في سوريا، إضافة إلى أزمة اللجوء إلى المخيمات الأردنية، والتي أفرزت عوامل شجعت زواج القاصرات مثل “حماية شرف الفتاة، والصعوبات الاقتصادية، وقصور القانون، والمخاوف الأمنية، والتفكك الأسري “.

وأوضحت الدراسة أن أبرز العوامل التي تؤدي إلى زواج القاصرات، ضغط أفراد الأسرة على الفتاة للزواج قبل سن 18 عاماً، وهروب الفتيات من مآسٍ مررن بها، وغياب الفرص الاقتصادية، فبالنسبة إليهن فإن الزواج في سن أصغر سيؤدي إلى تحسين ظروفهن المعيشية والانتقال من بيئة المخيم الضيقة ومن خلال مسار قانوني.

آثار سلبية

وكشفت الدراسة أن لزواج القاصرات عواقب ضارة متعددة، فعادة ما تتعرض النساء المنخرطات في زواج الأطفال لأشكال مختلفة من الإيذاء الجسدي، وتحدث انتهاكات أمام الأطفال وأفراد الأسرة الآخرين والجيران مما يترك النساء في خجل كبير،

كما يزداد العنف الجنسي، حيث كانت التجارب الجنسية للفتيات اللاتي جرت مقابلتهن مؤلمة وقسرية وأشارت المشاركات في المقابلات إلى تعرضهن للإكراه الإنجابي على نطاق واسع.

هذا، وجرت الدراسة بالتعاون بين المجلس الأعلى للسكان في الأردن، والجامعة الأردنية وجامعة أدنبره-إسكتلندا وجامعة غرب إسكتلندا، وبدعم من المجلس العربي للعلوم الاجتماعية.

وباء “كورونا” رفع نسبة زواج القاصرات

وتشير الأرقام الصادرة عن دائرة قاضي القضاة والمحاكم الأردنية إلى أنّ انتشار جائحة “كورونا”، رفعت نسب وأعداد عقود تزويج القاصرات، حيث وصلت النسبة خلال عام 2020 إلى 11.8%.

فيما شهدت المملكة 3400 حالة طلاق مبكر (الطلاق من زواج لم يتجاوز العام الواحد)، بنسبة 19.8% من مجمل حالات الطلاق في العام 2020.

في هذا السياق، كشفت المتحدثة باسم المفوضية الساميّة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، ليلي كارلايل، عن أن الزيادة في نسبة تزويج القاصرات في الأردن كانت بين عامي 2019 و2020.

وعزت كارلايل السبب في تلك الزيادة إلى انتشار وباء “كورونا”، حيث لجأ اللاجئون/ات بشكل متزايد إلى “آليات التكيّف السلبيّة مع الوباء”، بما في ذلك تزويج الأطفال، حيث تضطر العائلات إلى اتخاذ خيارات صعبة بسبب وضعها المالي.

وتحدث تقرير صادر عن منظمة الطفولة “اليونيسف” حول الأطفال خارج المدارس في الأردن في كانون الأول/ ديسمبر 2020 عن أن معدل تسرب الأطفال السوريين من المدارس بعمر 12-15 سنة، بلغ 43 في المئة من إجمالي الطلاب. وشكلت الفتيات النسبة الأعلى من المجموع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...
ماروتا سيتي دمشق

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...
جمعية الأمل لمكافحة السرطان

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...

الأكثر قراءة