سيريا برس _ أنباء سوريا
استبعدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، وجود مؤشرات على تقدم في قضية الأجانب المعتقلين في سوريا، بعد زيارة مدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، إلى واشنطن هذا الشهر.
وذكرت الصحيفة في “تقرير” نشرته أمس، السبت، أن عباس تعهد بمواصلة جهوده لتأمين الحرية لستة أمريكيين معتقلين في سوريا، على الرغم من عدم وجود دليل على أن تواصلات إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أسفرت عن نتائج.
وكان مدير الأمن العام اللبناني زار منتصف الشهر الحالي واشنطن بدعوة رسمية أمريكية، وذكرت صحف أمريكية أنه بحث مصير المعتقلين الأمريكيين في سوريا.
وبحسب “واشنطن بوست” الزيارة كانت تهدف إلى دفع مفاوضات “هشة” مع النظام السوري بدأها ترامب في وقت سابق من هذا العام للسعي للإفراج عن الأمريكيين، بما في ذلك الصحفي المستقل أوستن تايس، المساهم في “واشنطن بوست”.
وأكد إبراهيم، وفق الصحيفة، أن المناقشات لم تسفر بعد عن أي دليل على حياة تايس أو الآخرين، مشيرًا إلى أنها “ليست قضية سهلة، بادئ ذي بدء، علينا بناء جسر ثقة بين الطرفين، ولا ثقة بينهما”.
وأضاف أن هذه قضية إنسانية، “أنا لا أتدخل في السياسة، وسياسة الجانبين ليست من شأني، أنا مجرد وسيط أحاول إعادة هؤلاء الأشخاص إلى ديارهم”، بحسب الصحيفة.
وامتنع إبراهيم عن مناقشة تفاصيل أي تبادلات بين النظام السوري ومسؤولي إدارة ترامب من أجل عدم تعريض أي تقدم محتمل في القضية للخطر.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى فشل المحادثات وقال “مطلبنا أن يفرج السوريون عن السيد تايس (…) لقد اختاروا عدم القيام بذلك”.
ونقلت الصحيفة عن آخرين، وصفتهم بالمطلعين على المحادثات، أن النظام السوري لم يعترف حتى باحتجاز الأمريكيين، وبدلًا من ذلك يصر على الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا ورفع العقوبات الأمريكية كشرط مسبق لأي مناقشات أخرى.
واعتبرت الصحيفة، أن الزيارة جاءت وسط خلافات داخل الإدارة حول المدى الذي ينبغي أن تذهب إليه في التعامل مع نظام المعزول منذ عام 2012، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
ووُجهت انتقادات لتعاملات واشنطن مع إبراهيم، الذي يجعله موقعه على اتصال دائم بـ “حزب الله”، الذي تصنفه الولايات المتحدة على أنه منظمة إرهابية.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية كشفت في 18 من تشرين الأول الحالي، أن المسؤول البارز في مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، كاش باتيل، مع مبعوث شؤون الرهائن، روجر كارستينس، زارا دمشق خلال العام الحالي، لبحث قضية الأجانب المعتقلين، والتقيا مدير مكتب “الأمن الوطني”، اللواء علي مملوك.
المدير التنفيذي لـ “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، روبرت ساتلوف، قال إن زيارة إبراهيم أثارت مخاوف البعض في واشنطن من أن ترامب قد يكون مستعدًا لتلبية هذه الشروط لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين قبل الانتخابات الأمريكية.
وأضاف، “ربط رحيل القوات الأمريكية من سوريا بالجهود النبيلة الأخرى لإطلاق سراح الرهائن هو خلط بين القضايا الاستراتيجية والإنسانية”.
بدوره، مؤسس جمعية “السوريون المسيحيون من أجل الديمقراطية”، أيمن عبد النور، يرى وفق ما ذكره في تغريدة عبر “تويتر”، أن من أبرز مطالب النظام السوري مقابل الإفراج عن المعتقلين الأمريكيين، تجميد قانون “قيصر”، والسماح للدول الخليجية بفتح سفارتها في دمشق، وطلب واشنطن من الدول الخليجية مساعدة النظام السوري بخمسة مليارات دولار، وإرسال سفير لواشنطن إلى دمشق.
ويُعتقد أن النظام السوري يعتقل الصحفي الأمريكي أوستن تايس، والعامل الصحي مجد كم الماز، وأربعة آخرين لا تريد عائلاتهم كشف هوياتهم، بحسب صحيفة “واشنطن بوست“.