شدد وزير الاستخبارات الإسرائيلي، اليعازر شتيرن، على أنه لا يمكن السماح للنظام السوري بالحصول على أسلحة كيماوية.
وقال شتيرن، أمس الثلاثاء، إن “إسرائيل ضربت سوريا في مناسبتين، مرة هذا العام ومرة أخرى العام الماضي، في محاولة لعرقلة محاولات إعادة بناء مخزونها من الأسلحة الكيماوية”، بحسب ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية.
إلى ذلك، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن كشف صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن هجومين إسرائيليين على منشآت لنظام بشار الأسد يستخدمها لإنتاج الأسلحة الكيماوية، هو رسالة للأسد وإيران حول “الخطوط الحمراء” التي تفرضها إسرائيل.
وأوضح محرر الشؤون العسكرية والأمنية في الصحيفة الإسرائيلية رون بن يشاي في تقرير، أمس الثلاثاء، أن ما نشرته “واشنطن بوست” “لم يأتِ من فراغ”.
وأضاف أن “الرسائل من هذه الهجمات هي أن إسرائيل لن تهدأ للحظة في فرض الخط الأحمر لمنع تطوير أسلحة غير تقليدية في سوريا”.
ولفت إلى أن النظام السوري “يستورد مواداً تدخل في صناعة الأسلحة الكيماوية من العديد من الدول، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، مثل بلجيكا وألمانيا وهولندا وسويسرا”.
وتابع بالقول: “يمكننا الآن معرفة أن الهجمات التي كشفت عنها واشنطن بوست الاثنين في دمشق وحمص، و حماة في عام 2018، استهدفت بالفعل منشآت لصنع الأسلحة الكيماوية وتطويرها”.
وأضاف أن الكشف عن الهجمات كان يهدف إلى “إرسال إشارات للأسد والإيرانيين، خاصة مع محادثات فيينا الجارية حالياً بشأن برنامج طهران النووي، مفادها أن إسرائيل ما تزال مصممة على عدم السماح بمهاجمتها بأسلحة الدمار الشامل، مهما كان نوعها.
هجومان على موقعي تطوير أسلحة كيماوية سورية
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية قد كشفت الإثنين أن إسرائيل قتلت عدداً من قوات النظام السوري، باستهداف طال مواقع تطوير أسلحة كيماوية تابعة للنظام في سوريا، في 8 حزيران 2021.
ونقلت الصحيفة عن 4 مصادر مخابراتية أميركية وغربية قولها، إن مقاتلات إسرائيلية أطلقت حينها صواريخ على ثلاثة أهداف عسكرية قرب مدينتي دمشق وحمص.
وأشارت إلى أن “القصف أدى إلى مقتل 7 من قوات النظام، بينهم ضابط كبير برتبة عقيد ومهندس كان يعمل في مختبر عسكري سري”.
كما ذكرت “واشنطن بوست” أن إسرائيل شنت غارة مماثلة في 5 آذار عام 2020 استهدفت فيلا ومجمعاً جنوب شرق حمص.
برنامج الأسلحة الكيماوية السورية
وبدأ برنامج الأسلحة الكيماوية السوري في منتصف الثمانينيات بتوجيه من كبار الضباط المتعاقبين داخل المخابرات الجوية، بمن فيهم نائب الرئيس للشؤون الأمنية، الضابط علي مملوك، والمدير السابق للمخابرات الجوية، جميل الحسن.
وعملت أجزاء من إدارات البرنامج الكيماوي السوري بشكل وثيق مع خبراء من روسيا وكوريا الشمالية وإيران.
وعندما بدأت الثورة 2011، بدأ مركز الأبحاث (SSRC) بتوفير الأسلحة والمعدات الأخرى لحكومة النظام السوري لقمع المظاهرات واستعادة الأراضي من قوات المعارضة، بحسب ما جاء في بحث مبادرة “عدالة المجتمع المفتوح” وشركة “ArcticWindSolutions” المختصة بتحليل البيانات.
اقرأ أيضاً بحث يتناول برنامج إنتاج أجهزة الأسلحة الكيماوية السورية
ويشرف اليوم مركز البحوث على تطوير وإنتاج الأسلحة الكيماوية وأنظمة إيصالها، وتخزين الأسلحة، وتركيب الرؤوس الحربية الكيماوية على الصواريخ قبل الهجوم مباشرة.