كشف خبراء في قطاع الزراعة السوري، عن أن نسبة العجز المائي نتيجة الجفاف في سوريا، وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وهو ما يهدد الزراعة في البلاد خصوصاً مع تسجيل ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين على الأقل عن معدلاتها السابقة.
وقال “الخبير الزراعي الدولي” أحمد قاديش لإذاعة “ميلودي” المحلية، أمس الأول، إن الجفاف في سوريا، كان في بداية القرن الماضي يضرب البلاد كل 27 سنة، أما حالياً فبات سنوياً.
وأضاف: “في العقدين الأخيرين أصبح الجفاف يأتي بواقع كل 7 سنوات مقابله سنة جفاف، ومثال على ذلك الجفاف الذي ضرب سوريا خلال أعوام (2007- 2009-2012-2014-2018-2021).
العجز المائي في سوريا
ولفت إلى أن سوريا لديها أكثر من تهديد بيئي ومناخي يأتي في مقدمتها المياه والموارد المائية المتاحة التي تشكل أقل من المستهلك.
وأشار إلى أن حاجة السوريين من المياه، تبلغ 16 مليار متر مكعب، بينما مايتم تأمينه من خلال الأنهار والينابيع والآبار، يصل لـ 13 مليار متر مكعب، ما يتطلب إدارة مستدامة للمياه والأراضي.
وأوضح أن نقص المياه نتيجة الجفاف والتغيرات المناخية، أدى لانخفاض في إنتاج المحاصيل، ما أثّر سلباً على الأمن الغذائي في سوريا، حيث بدأت بعض الأمراض الفطرية بالظهور بشكل كبير، كما بدأ نمو أعداد من النباتات الضارة التي لم يعرفها السوريون سابقاً.
توصيات لمحاربة الجفاف
وشدد على ضرورة التوجه لاتباع أساليب تخفيف العجز المائي من خلال الأساليب الحديثة بالري واستنباط محاصيل فترة نموها قصيرة واحتياجها للمياه قليل.
وطالب بتطبيق استراتيجية تخفف ما أمكن من تبعات الجفاف، من خلال إنشاء منظومة إنذار مبكر واستنباط أصناف متأقلمة للجفاف والملوحة وإدارة مستدامة ورشيدة للمياه.
الوضع البيئي والمناخي في سوريا
ويعاني الوضع البيئي والمناخي في سوريا من عدة مشكلات ظهرت في عدة تقارير وأخبار دولية وعالمية ومحلية، آخرها تحذير صندوق النقد الدولي من تداعيات تزايد الكوارث المرتبطة بالمناخ على النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط.
وفي 20 من شباط الماضي، أفاد تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، حول أثر الحرب وتغيّر المناخ على الأراضي الزراعية في سوريا، أن تغيّر المناخ ظهر في رغيف الخبز الذي صار لونه أصفر شاحبًا بدلًا من الأبيض النقي التقليدي.
وتوصلت دراسة لوكالة ناسا الأميركية إلى أن سوريا عانت من ثلاث موجات جفاف منذ عام 1980، جاءت أشدها ما بين 2006 و2010.