أجرت شبكة ” CBS news” الأميركية مقابلة مع المُلقّب بـ “حفار القبور”، شاهد العيان الرئيسي على المقابر الجماعية التي دفن فيها النظام السوري ممن قضوا في سجونه تحت التعذيب أو برصاص عناصره أثناء اقتحام المدن الثائرة.
ووصف “حفار القبور” للشبكة الأمريكية في المقابلة تفاصيل مؤلمة للاعتداءات المدعومة من روسيا على المدنيين السوريين، قائلاً إنها “تُظهر مؤشرات مقلقة لما هو قادم”.
وأضاف: “أرى الأخبار التي ترد من أوكرانيا وأنا أتألم بشدة لأنني أعرف ما فعلته روسيا في أوكرانيا وما يمكنها فعله- لأنني أعرف ما حدث في سوريا”.
وتابع: “فيما يتعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد، يجب أن يذهبوا إلى مزبلة التاريخ لما فعلوه في العالم”.
كان الشاهد تحدث في وقت سابق من الشهر الحالي، إلى اللجان في “الكونغرس” الأمريكي عن الجرائم البشعة في سوريا، بما في ذلك إلقاء آلاف الجثث في مقابر جماعية.
وفي كانون الثاني الماضي، دانت محكمة ألمانية العقيد السوري السابق أنور رسلان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بناء على رواية “حفار القبور” وأدلة أخرى.
وقال الشاهد، “كانت تأتي شاحنات متعددة المقطورات مرتين في الأسبوع (إلى المعتقل حيث كان حفار القبور)، ويوجد في كل شاحنة ما يزيد على 100 إلى 400 جثة أو أكثر”.
وأضاف: “لقد تعرضوا للتعذيب حتى الموت، وكان بإمكانك أن ترى بوضوح آثار التعذيب على أجسادهم (…) كانت هذه آلية منهجية للموت”.
وقال الشاهد، وهو يضع رأسه بين يديه في أثناء المقابلة، إن “أحد المعتقلين الذي ألقي في المقبرة الجماعية لم يمت بعد، وعندما رأى ضابط المخابرات أن هذا الشخص على قيد الحياة، أمر سائق الجرافة بالمرور فوق الجثة وقتله على الفور”.
وأوضح بالقول: “كل ما كان يجري، المقابر الجماعية، كان منهجيًا وجزءًا مما يريد النظام السوري أن يفعله”.
مقابر المجازر الجماعية
المقابر الجماعية التي تضمّ رفات ضحايا قضوا على يد قوات النظام، تكاد تكون موزّعة على كامل الجغرافيا السورية، نظراً لارتكابهم مجازر داخل غالبية المدن الثائرة، في درعا وحمص وبانياس وحلب وإدلب وحماة ودير الزور ومدن ريف دمشق وغيرها.
غالبية تلك المقابر إما أن تكون معروفة من قبل السكان المحليين الذين أنشؤوا بعضها لدفن ضحاياهم بعد كل مجزرة، وإما أن يتم اكتشافها لاحقاً بعد خسارة النظام لمناطق ثائرة كان يسيطر عليها أو بعد انسحابه من مناطق ارتكابه للمجازر، وجزء آخر لم يكتشف بعد.
اقرأ أيضاً تحقيق يكشف وجود مقابر جماعية سرية لمعتقلين في سجون النظام
مجازر التظاهرات الأولى
أولى تلك المقابر اكتشفت في مدينة درعا التي انطلقت منها أولى المظاهرات، وذلك بعد مرور أقل من شهرين على اندلاعها، وبالتحديد في يوم 16 أيار 2011.
يذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وثقت مقتل 14449 شخصاً تحت التعذيب، بينهم 174 طفلاً و74 سيدة على يد قوات النظام السوري منذ آذار 2011.