سلطت تقارير صحفية بريطانية الضوء على قصة الطفل السوري الموهوب في الرسم، حسين صباغ، والذي قضى بقصف قوات النظام السوري على ريف إدلب مؤخرا.
ووفق تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية، فإن الفنان الصغير هاجرت أسرته إلى إدلب فرارا من جحيم الحرب التي شنها النظام على حلب عام 2016.
ومثل سوريين آخرين، حاولت الأسرة في إدلب بناء حياة جديدة على الرغم من استمرار الحرب من حولها.
وهناك، حاول المراهق السوري الذي كان يهوى الرسم مساعدة الفنان المحلي، عزيز الأسمر، في رسم لوحاته الجدارية السياسية الشهيرة.
لكن أحلام صباغ في أن يكون رساما تحطمت، الشهر الماضي، بعد أن قصف النظام مسبحا في بلدة صغيرة، ما أدى لمقتله وشقيقه البالغ من العمر 17 عاما.
وفي بلدة بنش بريف إدلب، بقيت الجدارية التي رسمها الفنان على جدار منزل تعرض للقصف، وتظهر اللوحة الكبيرة بيتا في نوافذه قلوب حمراء، وسماء فيها بقع سوداء لطائرات حربية ومروحيات وصواريخ.
جداريات ترسم الأمل
الفنان سعيد الأسمر الذي ساعده حسين صايغ قال للغارديان، “لقد أحب الجميع حسين. لقد ساعدني في العديد من اللوحات الجدارية التي رسمتها… كان موهوبا وكان صاحب خيال جميل”.
وأضاف الأسمر “كان هناك رسم معين يحب أن يرسمه كثيرا: منزل به قلوب حب… أراد أن يقول إن هذه القنابل تقتل الحب وتدمر المنازل”.
واعتبر الأسمر، أن الجدارية المتبقية على المنزل في بنش هي “وسيلة للاحتفاظ بالأمل وتذكير العالم بأن السوريين ما زالوا يحلمون بالسلام والعدالة”.
قصف النظام يزداد في العيد
ليلى حسو، مديرة الاتصال والدعوة في شبكة “حراس الطفولة”، وهي مؤسسة خيرية تعمل على حماية الأطفال في سوريا، قالت “لقد بدأنا نلاحظ نمطا في السنوات الأخيرة، وهو زيادة القصف في المناسبات مثل العيد”.
وتابعت: “قتل 13 طفلا في ثلاثة أيام فقط. الآن، في كل مرة يأتي العيد نخشى أن نفقد المزيد من الأطفال. بدلا من إعطائهم ملابس جديدة لارتدائها والاحتفال، يقوم الآباء بتزيين أطفالهم بملابس العيد لدفنهم”.
وأشارت إلى أنه “أحيانا يطلب منا الآباء إغلاق مباني المدرسة لأنهم يخشون أن يموت أطفالهم هناك”، في حين أنه يفترض أن تكون المدارس أماكن آمنة.
ولفتت إلى أن النظام يريد إرسال رسالة مفادها “أنه لا يوجد مستقبل في هذه المنطقة لك أو لأطفالك”.
اقرأ أيضاً “أنقذوا الأطفال” تكشف عن واقع مأساوي يعيشه أطفال الرقة
الحرب السورية والأطفال
ووصف التقرير الحرب في سوريا بأنها جعلت حياة ومستقبل جيل من الأطفال معلَّقين بخيط رفيع.
وختمت بالقول، إن حوالي 90 في المائة من الأطفال السوريين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة بلغت نسبتها 20 في المائة عن العام الماضي وحده.