بدأ “حزب الله” اللبناني بأعمال الإنشاء لمصنع “حبوب كبتاغون” في السويداء جنوب سوريا، بدعم وتسهيل من مجموعة تابعة للأمن العسكري في المحافظة.
وذكرت شبكة “السويداء 24” أن عناصر تابعين لـ”حزب الله”، ينحدرون من مدينة بعلبك اللبنانية، بدأوا بالتردد إلى محافظة السويداء مؤخراً بهدف الإشراف على إنشاء مصانع “كبتاغون” صغيرة بالتعاون مع مجموعة مدعومة من المخابرات العسكرية التابعة للنظام.
وأشارت إلى أن إنشاء المصنع، يجري في إحدى البلدات شمال مدينة السويداء، حيث شوهد عناصر الحزب أكثر من مرة في المنطقة برفقة تلك المجموعة.
وأكدت الشبكة أن “حزب الله” عمل على نقل “المكبس”، وهي الآلة المخصصة لإنتاج “الكبتاغون”، من ريف حمص إلى السويداء، بتكلفة تتراوح بين 75-100 ألف دولار أميركي.
20 جهة لتهريب المخدرات
وتحدثت الشبكة عن وجود أكثر من عشرين جماعة متخصصة في تهريب المخدرات تنتشر في القرى الحدودية مع الأردن، وتحديدا في جنوب شرق السويداء.
وأضافت أن هذه المجموعات تتقاسم الأدوار فيما بينها، وتعمل بطريقة لا مركزية، فلكل مجموعة، مهمة محددة، فهناك مجموعات تتولى نقل شحنات المخدرات، من دمشق إلى داخل المحافظة، غالباً ما يحمل عناصرها مهمات أمنية، تسهل لهم المرور على الحواجز، وغالبيتهم ينتمون لجماعات محليّة مسلحة، لها نفوذ في مناطق انتشارها.
وتُسلّم المجموعات المحلية المذكورة آنفا أحمال المخدرات إلى جماعات أخرى في القرى الحدودية، مهمتها نقل المخدرات إلى داخل الأراضي الأردنية، سيراً على الأقدام، وغالباً ما تكون المجموعات الأخيرة من أبناء العشائر الذين يتم تجنيدهم، دون النظر إلى خلفياتهم، بحسب ما أوردته “السويداء 24”.
النظام السوري وتجارة المخدرات
وكان تقرير لمنظمة البحث “مركز التحليل والبحوث التشغيلية” أشار إلى أن سوريا هي المركز العالمي لإنتاج “الكبتاغون”.
ووفق التقرير، فقد بلغت صادرت “الكبتاغون” ما لايقل عن 3.46 مليار دولار في عام 2020، وفق ماذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن توطيد السيطرة على الأراضي من النظام السوري وحلفائه الرئيسيين، ساهم في تعزيز استفادتهم من تجارة المخدرات السورية، ولاسيما الاتجار بالكبتاغون.
شبكات تهريب المخدرات يديرها أقارب الأسد
وفي كانون الأول 2021، كشف تحقيق صحفي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، عن أن صناعة المخدرات في سوريا وتهريبها لدول الخليج ولاسيما حبوب “الكبتاغون”، ازدهرت مؤخراً عبر شبكات يديرها أقارب رأس النظام بشار الأسد مع شركاء أقوياء.
وأوردت الصحيفة، في تحقيق استند إلى معلومات جهات تطبيق القانون ومسؤولين في 10 دول ومقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وآخرين، أن “قسطا كبيرا من إنتاج وتوزيع حبوب الكبتاغون تشرف عليه الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد”.
وأضافت أن الحرب في سوريا، تركت النخب العسكرية والسياسية تبحث عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات الأميركية.
وتوصل التحقيق إلى أن من بين اللاعبين الرئيسيين في هذه التجارة المربحة رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بحكومة النظام و”حزب الله” اللبناني، وأعضاء آخرين من عائلة بشار الأسد.