syria press_ أنباء سوريا
“إنتي مالك حدا هون لازم تصبري شو ماعملت فيكي”… كلمات تسمعها مروة باستمرار عند أي خلاف بينها وبين زوجها.
تعيش مروة 27 مع طفلها وزوجها في إحدى بلدات ولاية هاتاي التركية، وسط ظروف عائلية غير مستقرة. “تزوجت عن طريق الأهل، أنا كنت بسوريا وجيت لعندو عتركيا، ومن أول حياتنا سوا والمشاكل بيننا على أبسط الأمور وأتفه الأسباب”.
أمنيتها الطلاق
عانت مروة، بحسب قولها، من كل الأمور التي قد يتسبب بها رجل لزوجته من ضرب وخيانة وقهر وطرد من المنزل و التهديد بالحرمان من الطفل.
” أنا أمنيتي الطلاق وأتمنى يوم يتركني ويروح بس ما يحرمني من ابني، المشكلة أنا مافيني أطلب الطلاق، ما عندي حدا أروح لعندو، أهلي بالشام وأبوي وأخواني كلهم معتقلين من 5 سنين، وين بدي أروح بحالي..”.
لا تجد مكاناً تذهب إليه، وعودتها إلى أهلها في سوريا تعني حرمانها من طفلها، وبقاؤها عند زوجها يعني المزيد من القهر والألم.
زوجها يستغل غربتها عن أهلها
ديالا فتاة بعمر 25 عاماً، متزوجة منذ 9 سنوات ولم ترزق بأطفال بسبب مشاكل صحية يعاني منها الزوج، تعيش في ولاية طرابزون بعد لجوئهم إلى تركيا عام 2014.
“أنا متل أي مرة بالدنيا تتمنى يكون عندها طفل، ومن أول سنتين رحت عملت فحوصات وطلعت سليمة والطبيب طلب من زوجي يعمل فحوصات بس هو رفض”.
بدأت معاناة ديالا مع زوجها بعد رفضه الذهاب للطبيب، وأصبح يهينها لأبسط الأسباب، وازدادت المشاكل سوءاً بعد خروجهم من سوريا.
“من لما طلعنا من بلدنا زادت معاملته السيئة وصار يضربني، وأكتر من مرة اغمى من شدة الضرب وياما الجيران فكوني من بين إيديه وكل مرة بيرجع يعتذر ويقلي ماعاد يعيدها… أحيانا بحسو صار يستغل غربتي عن أهلي”.
ديالا أيضاً تقول إنها فكرت بطلب الطلاق مراراً ولكنها تخاف لأنها وحيدة هنا ولا يوجد أحد تذهب إليه، لاسيما أنها فتاة لم تكمل تعليمها، ولا تملك أي مهنة تقيها شر الحاجة في حال انفصلت عن زوجها.
انقلب عليها زوجها بعد اعتقالها
وداد 34 عاماً، معتقلة سابقة لدى النظام السوري، وبقيت مسجونة لأكثر من سنة، متزوجة وأم لخمسة أطفال 4 بنات وولد.
تقول “علاقتي بزوجي قبل الاعتقال كانت كتير منيحة ومن لما طلعت ورجعت لعندو بلش يعاملني بطريقة بشعة كتير”.
لم تتحمل وداد أسلوبه الجديد فطلبت الطلاق ولكنه تركها مع الأطفال دون أن يطلقها، وبعد فترة لجأت إلى تركيا وعملت في إحدى مطاعم أنطاكيا جنوب تركيا لتقي نفسها وأطفالها من الجوع.
“بعد فترة من وصولنا لتركيا رجع يحكي معي ويعتذر عن الي صار ولحقنا لهون، وهو إجا وانقلبت حياتنا لجحيم.. إهانة وضرب ويطعني بشرفي ويضرب ولادي وأبسط كلمة يقلي ياها..لوين بدك تروحي وأهلك كلن بالشام”.
كما وضحن هؤلاء النسوة من خلال حديثهن أنهن يشعرن بالحزن والعجز باستمرار وعدم القدرة على العطاء لأطفالهن والخوف عليهم من تأثيرات نفسية في المستقبل.
الإختصاصية الإجتماعية صبحية المحمود تقول لـ روزنة “من الواضح في هذه القصص أن المرأة تعاني من تسلط الرجل واستغلال ظروفها، وأن هذا من شأنه أن يدمر الأسر ويؤثر سلباً على تفاصيل الحياة، كما تؤدي كثرة المشاكل وتراكمها إلى صدمة عاطفية وعقد نفسية قد تصل أحياناً إلى الإكتئاب”.
ونصحت الأخصائية النفسية المرأة التي تعاني من أي شكل من أشكال العنف المنزلي أن تجد حلاً يحميها ويحمي عائلتها من الآثار السلبية التي قد تظهر على الأمد الطويل، واتخاذ قرار مناسب بدون خوف أو تردد.
حرب ونزوح ولجوء وكأن هذه الأشياء لاتكفي البيوت السورية لتدميرها، وواقع تعيشه بعض النساء يقتلهن باليوم ألف مرة.. ويبقى ما خلف الجدران مخفي لايعلمه إلا أصحابه.
آلاء محمد _ روزنة