قالت صحيفة جيروزالم بوست العبرية إن “حزب الله” اللبناني يحاول حفظ ماء وجهه عبر عملية عسكرية على الحدود “الإسرائيلية” بعد الخسائر التي تعرض لها في سوريا وفشله داخليا، وخصوصا بعد الأزمة المالية التي شهدها لبنان.
وأضافت الصحيفة أن الحزب حاول في أكثر من مناسبة الحديث عن سياسة “الانتقام” من “إسرائيل” في حال التعرض لعناصره في سوريا بهدف شد انتباه جمهوره.
وخلال الساعات الماضية، حصلت مناوشات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد وقت قصير من التوتر بين الطرفين عن إحباط محاولة تسلسل من قبل خلية تابعة لـ”حزب الله” في منطقة جبل روس.
وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إن العملية خططت لها “خلية من الحزب مكونة من بين 3 إلى 4 مخربين، حاولوا التسلل خلف الخط الأزرق داخل منطقة سيادية إسرائيلية”، مشيراً إلى أن قوة عسكرية فتحت النار عليهم وأجبرتهم على التراجع”.
وقبل أسبوع، عندما أشار “حزب الله” إلى مقتل أحد مقاتليه، علي محسن، في سوريا، ارتفعت المطالبات من المناصرين للحزب بشن هجمات على “إسرائيل” وأصبحت قيادة الحزب تحت الضغط الشعبي بحاجة للقيام بأي خطوة لتحسين صورته وحفظ ماء وجهه، بحسب الصحيفة.
وسعت وسائل الإعلام الموالية لـ”حزب الله” المرتبطة بإيران ونظام الأسد إلى الثناء وتسليط الضوء على مزاعم تسلل مجموعة من “حزب الله” خلف الخطوط الإسرائيلية، وزعمت قناة الميادين أن المجموعة استهدفت دبابة، وقالت وكالة فارس نيوز الإيرانية أيضا إن هناك “تقارير غير مؤكدة” عن هجوم على دبابة إسرائيلية.
كما سارت وسائل الإعلام الروسية في هذا الاتجاه مثل وكالة سبوتنيك الناطقة باللغة العربية، التي زعمت أن “حزب الله” حاول التسلل إلى قرية الغجر الحدودية، وأنه قام بعملية استهداف “قافلة عسكرية إسرائيلية”.
وادعت جميع هذه القنوات أنها اعتمدت على وسائل الإعلام الإسرائيلية للحصول على معلوماتها.
ولكن بعد ساعات من المناوشات، وعدم قدرة الحزب على تحقيق أي “انجاز” يذكر، أصدر بيانا نفى فيه وقوع أي اشتباك بين عناصره والقوات الإسرائيلية، أو أي محاولة منه للتسلل في منطقة مزارع شبعا الحدودية المتنازع عليها.
وتقول الصحيفة، إنه رغم نفي الطرفين وقوع إصابات في صفوفهم، تساءلت هل نفذ حزب الله هذا الحادث للتظاهر بتحقيق إنجاز ما؟ وهل سيعتبر الحزب أنه حقق نجاحا بهذه العملية؟
خلال الأيام الأخيرة، أشارت التقارير إلى أن كل من “إسرائيل” و”حزب الله” لا يريدان تصعيدًا، وبدا أن الحزب يقلل من الحديث عن صراع أوسع، لكن الصحيفة تقول إن هناك الخشية أن تخرج الأمور عن السيطرة إذا استمرت هذه المناوشات ما يؤدي إلى تصعيد أكبر.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال أمس إن “حزب الله” اللبناني “يلعب بالنار”، وذلك بعد التصعيد على الحدود مع لبنان.
وشدد نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع، بيني غانتس، على أن “حزب الله والحكومة اللبنانية مسؤولان عن أي هجوم مصدره الأراضي” اللبنانية، محذرا أن “حزب الله يلعب بالنار ورد فعلنا سيكون شديدا جدا”.
المصدر: الجسر