أجرى أعضاء مجلس الأمن الدولي الجمعة مشاورات إضافية حول سورية ، تناولت بشكل خاص تدهور الأوضاع في إدلب ومستقبل المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها عبر الحدود وينتهي العمل بها الأسبوع المقبل، ولكن من دون تسجيل تقدّم , وانعقد الاجتماع الأول لمجلس الأمن في جلسة مغلقة بطلب من لندن وباريس ، وامتد لساعتين جرى خلالهما الاستماع إلى مساعدي أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري آن دي كارلو وللشؤون الإنسانية مارك لوكوك
وبحسب نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة ، فرحان حق ، أكد المسؤلان في المجال الإنساني على أن “الأمم المتحدة لا تزال تشعر بقلق عميق بشأن سلامة وحماية أكثر من ثلاثة ملايين مدني في إدلب في شمال غرب سورية ، أكثر من نصفهم مشردين داخليا ، في ظل تصاعد العنف في الأسابيع الثلاثة الماضية” , وتبعت الجلسة الرئيسية جلستان منفصلتان ، كانتا مغلقتين أيضاً ، للتباحث في شأن المساعدات الإنسانية. ضمّت الأولى الأعضاء الخمسة الدائمين ، فيما حضر في الثانية الأعضاء غير الدائمين الذين توافقوا بالإجماع على استمرار هذه المساعدات من دون موافقة حكومة الأسد ، وفق دبلوماسي
وكانت الصين وروسيا استخدمتا الفيتو في 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي , لمنع اصدار قرار يمدد لعام هذه المساعدات التي تعبر إلى الداخل السوري عبر أربعة معابر حدودية (معبران مع تركيا ومعبر مع الأردن وآخر رابع مع العراق) , وأحبط الفيتو المشترك جهود المجلس لإصدار مشروع قرار ثلاثي مشترك تقدمت به كل من الكويت وبلجيكا وألمانيا ، بشأن تجديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سورية , ولا تقبل موسكو من جانبها إلا بتمديد المساعدة لستة أشهر والاكتفاء بنقطتي العبور مع تركيا وغلق النقطتين الأخريين مع الاردن والعراق , ولم يلاقِ مشروع الذي قدّمته روسيا بالخصوص الأصوات اللازمة لتبنيه
من جانبه اعتبر مندوب نظام الأسد الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في مؤتمر صحافي الجمعة أنّ إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر الحدود “لم يعد له مبرر” , وأشار في ما له علاقة بتطورات إدلب إلى انّ “سورية لن تتخلى عن حقها وواجبها في القضاء على آخر بؤر الإرهاب” , وفي وقت سابق , تعهد رئيس مجلس الأمن الدولي السفير الفيتنامي دانغ دينه ، أن تبذل بلاده قصارى جهدها خلال الأيام القليلة المقبلة ، لمعالجة التداعيات الإنسانية التي قد تطرأ على الوصول الإنساني إلى المدنيين في سورية ، قبل انتهاء التفويض الذي تعمل بموجبه منظمات الأمم المتحدة الإنسانية في 10 يناير/ كانون الثاني الجاري”
وأضاف رئيس المجلس للصحفيين : “نعلم أن تفويض القرار رقم 2165 ، بشأن وصول المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سورية ، سينتهي بحلول 10 كانون الثاني/ يناير، وسوف نفعل ما نستطيع لمعالجة الموقف” , وأردف : “فيتنام تؤيد بقوة التوصل إلى تسوية سلمية تعطي الأولوية لحماية المدنيين، وتسمح بالوصول الإنساني الكامل وبلا عوائق للمدنيين في هذا البلد” , لكنه نفي في الوقت نفسه تلقيه أي طلب من أعضاء المجلس، بشأن طرح مشروع قرار جديد للتصويت قبل حلول الموعد المذكور , وتقول الأمم المتحدة إنّ نحو 3 ملايين سوري يحتاحون للمساعدات رئة الإنسانية الطافي إدلب