كشفت وسائل اعلام روسية عن أن نظام الأسد أرسل مئات الصهاريج المخصصة لنقل النفط إلى مناطق “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، والتي قدّرت قناة روسية عددها بنحو ألفين، دخلت عبر طريق تشرف عليه القوات الأمريكية.
ونشرت قناة “روسيا اليوم” الروسية، تسجيلًا يرصد دخول مئات الصهاريج إلى مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي تتلقى دعمًا من أمريكا ودول التحالف الدولي.
ووفق صور أقمار صناعية نشرها الناشط “سمير” عبر “تويتر”، وهو مهتم بالخرائط العسكرية في سوريا، فإن صهاريج النظام سلكت طريق “M4″، الذي يشهد وجودًا أمريكيًا كبيرًا، إلى جانب أنه شهد صدامات عدة مرات مع القوات الروسية التي تحاول التغلغل أكثر في شمال شرقي سوريا.
القوات الأمريكية “لم تعترض الصهاريج”، وسمحت لها بالدخول إلى مدينة القامشلي، وفق ما أكدته قناة “روسيا اليوم”، التي أشارت إلى أن الصهاريج أخذت النفط الخام من القامشلي وعادت به إلى مصفاتي “حمص” و”بانياس” لتكريره.
وتقول الإدارة الأمريكية إنها موجودة في سوريا لعدة أهداف، منها منع وصول النفط إلى النظام السوري، كما أن القوات الأمريكية شنت سابقًا حملات أمنية على مهربي النفط عبر معابر نهرية تربط مناطق “الإدارة الذاتية” بمناطق النظام في دير الزور.
وتسيطر القوات الأمريكية على أهم حقول النفط والغاز في شرقي سوريا، وأبرزها حقول “العمر” و”التنك”، إضافة لحقل “كونيكو” للغاز.
ويقدر إنتاج الحقول الثلاثة بنحو 140 إلى 150 ألف برميل يوميًا، وكان إنتاجها نحو 386 ألف برميل نفط يوميًا في عام 2010، في وقت كان استهلاك سوريا نحو 250 ألف برميل يوميًا، بحسب مصادر متقاطعة منها “بي بي سي” و”بزنس انسايدر” الاقتصادي.
وكانت نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” في كانون الأول 2019، معلومات عن الطريقة التي يتبعها كل من النظام السوري و”قسد”، بشأن حصول الطرف الأول على النفط الخام من الطرف الثاني.
ووفق الصحيفة، يحصل النظام على النفط من “قسد” عبر وسطاء، أبرزهم حسام القاطرجي الذي ظهر اسمه خلال الحرب كمالك لمجموعة “القاطرجي”، وأصبح عضوًا في مجلس الشعب، وتتبع له ميليشيا متخصصة بنقل النفط إلى مناطق سيطرة النظام، كما أسس شركة “أرفادا” النفطية برأسمال مليار ليرة عام 2018.
وذكرت “الشرق الأوسط” أن الاتفاق بين “ قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والنظام يقضي بمقايضة 100 برميل من النفط الخام المستخرج من حقلي “العمر” و”التنك”، اللذين تشرف عليهما “قسد”، بـ75 برميلًا من المازوت الذي يقوم النظام بتكريره، بالإضافة إلى حصول “قسد” على الكهرباء والخدمات في مناطق سيطرتها، إلى جانب تغطية حاجتها النفطية.
وأوضحت أن النفط الخام يُنقل من حقلي “العمر” و”التنك” إلى حقل “التيم” جنوب دير الزور الواقع تحت سيطرة النظام، ومنه إلى مصفاة “حمص”، بينما ينقل الغاز من حقول “العمر” و”التنك” و”الجفرة” إلى معمل “كونيكو” في دير الزور، ومنه إلى حقل “التيم” وبعدها إلى محطة جندر الحرارية في حمص.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من خلال هذا الاتفاق يحصل النظام على 65% من إيرادات النفط، مقابل 35% لـ”قسد”وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ذكرت في تقرير لها، في أيلول 2019، أن الحقول النفطية الخاضعة لسيطرة “قسد” تنتج ما يقارب 14 ألف برميل يوميًا.
واستنادًا إلى شهادات حصلت عليها الشبكة الحقوقية، فإن “قسد” تبيع برميل النفط الخام للنظام السوري بقرابة 30 دولارًا، أي بعائد يومي يقدر بـ420 ألف دولار، وبعائد شهري يقدر بـ12 مليون و600 ألف دولار، وبعائد سنوي يقدر بـ378 مليون دولار، باستثناء عائدات الغاز.
وتكون عمليات التزويد من حقلي “الرميلان” و”السويدية” في محافظة الحسكة، اللذين لم يتوقف إنتاجهما منذ منتصف 2012.