وثقت منظمة “محامون وأطباء من أجل حقوق الإنسان” في تقرير لها شهادات مروعة جديدة لنساء سوريات تعرضن لانتهاكات جسيمة في سجون النظام وصلت إلى حد “الاستعباد الجنسي” قبل الإفراج عنهن.
ونشرت المنظمة تقريرها الأسبوع الماضي، تحت عنوان ”كنت أموت ألف مرة كل يوم.. الاستعباد الجنسي داخل المعتقلات السورية”، حيث جمعت شهادات 5 ناجين من سجون النظام، بينهم 3 نساء، وثقت شهادتهم في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف الجنسي والذي يصادف 19 من حزيران.
اغتصاب وتعذيب
وذكر التقرير شهادة سيدة تدعى “سحر”، جرى اعتقالها في عام 2015 عند حاجز تابع لقوات النظام، خلال محاولتها الحصول على مساعدة طبية لابنتها التي أصيبت خلال قصف على مكان سكنها، وكان يتناوب على اغتصابها خمسة رجال بشكل يومي.
وأشارت “سحر” إلى أن مغتصبيها كانوا يحضرون الطعام والمشروبات الكحولية كل ليلة إلى مكان احتجازها، ويجبرونها على التعري، ثم يغتصبونها “كالكلاب المسعورة”، لمدة أربعة أشهر، قبل نقلها إلى فرع أمني آخر.
أما ” نذيرة” فقد اعتقلت مع نساء أخريات من حافلة في عام 2012، وتعرضت للاغتصاب بطرق وحشية، واستخدم المغتصبون “شفرة حلاقة” في جرح جسدها، كما عذبت بإحراق يديها بالشاي المغلي، لنحو أسبوعين.
في حين اقتيدت “زارا” من قبل مخابرات النظام في حماة، الذين داهموا بيت والدتها بينما كانت هناك لزيارة أطفالها المقيمين مع جدتهم، وتعرضت للاغتصاب مدة شهر من قبل “المحقق س”، لتخرج من المعتقل وهي حامل.
وأرفقت المنظمة تقريرها بشهادات رجال وأطفال تعرضوا للاستعباد الجنسي بطرق وحشية في المعتقلات من قبل عناصر النظام، وأيضاً من قبل عناصر تنظيم “داعش”.
آثار سلبية على الناجيات
وأكّد التقرير خطورة وتبعات هذه الممارسة على المعتقلين وحتى الناجين والناجيات، واﻵثار النفسية مثل لوم الذات، أو وصمة العار، وتخلي الأسرة والمجتمع عنهم، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة، منها إلحاق الأذى بالنفس، والتفكير بالانتحار.
وتحذر مراكز الدعم النفسي من الآثار العميقة التي تخلفها ظروف الاعتقال والعنف ضد المعتقلات اللواتي خرجن من سجون النظام.
والعنف ضد المرأة هو انتهاك لحقوق الإنسان تعاني منه أكثر من 70% من النساء في العالم، بحسب الأرقام الأممية، ينتج عنه التمييز ضد المرأة قانونيًا وعمليًا.
وتشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى تعرض الإناث في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري إلى أصناف من الإهانة والشتائم والضرب والتعذيب الوحشي الممنهج، منذ لحظة الاعتقال حتى وصول المعتقلة إلى مركز الاحتجاز.
ويبلغ عدد المعتقلين والمختفين قسراً على يد النظام السوري منذ 2011 حتى أواخر 2021، نحو 131 ألفاً و469 شخصاً من بينهم 3621 طفلاً و8037 امرأة، وفقاً لـ “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.