وثقت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، استيلاء النظام السوري على ما تقدر قيمته بـ 1.5 مليار دولار من أموال وممتلكات المعتقلين السوريين منذ آذار 2011، مستغلاً معاناتهم لتحقيق مكاسب مالية.
وجاء ذلك في تقرير حمل عنوان: “أخذوا كل شيء.. مصادرة أموال المعتقلين في سوريا”، والذي بنى كشفه عن هذه الأرقام المالية، استناداً إلى معلومات جمعتها الرابطة من مقابلات مع معتقلين سابقين تم تجريدهم من أراضيهم وممتلكاتهم وأصولهم المالية بأوامر من المحاكم وقرارات صادرة من النظام.
كما ويستند التقدير إلى رقم تقريبي مرتبط بما لا يقل عن 250 ألف معتقل سوري، تم اعتقالهم منذ عام 2011 وحتى الآن، ومن المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من هذا.
الأصول المستولى عليها
وأشار التقرير إلى أن الأصول التي استولى عليها النظام، تشمل عقارات وشركات وسيارات وأرصدةً مالية، وموادَ مثل المجوهرات والأجهزة الإلكترونية ومعدات، ومحاصيل زراعية، وماشية، ودواجن، صودرت غالبيتها بشكل غير قانوني ورسمي.
ويأتي الارتفاع المضطرد في مصادرة أصول المعتقلين كسلوك هو الأحدث في سلسلة الإجراءات اليائسة التي لجأ إليها النظام من أجل صموده المالي ومحاربة آثار العقوبات.
ولفت إلى أن النظام لجأ بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة، إلى أسلوب الابتزاز المالي لعائلات المحتجزين، والاستيلاء على الشركات والسيطرة على رؤوس الأموال.
ووجّه التقرير تحذيرات ونصائح لجميع عائلات المعتقلين والمخنفين قسرياً أو المفقودين لاتخاذ خطوات لحماية ممتلكاتهم وميراثهم وحمايتها من عمليات المصادرة التي يتبعها النظام.
كذلك يسلط التقرير الضوء على معاملة المعتقلين السوريين منذ لحظة اعتقالهم حتى إطلاق سراحهم، بناءً على دراسة استقصائية شملت 801 معتقلاً، حيث يتناول ضروب المعاملة السيئة في أثناء الاحتجاز وأسبابه، والاستخدام الواسع النطاق للتعذيب.
معاناة معتقل مع الابتزاز المالي
وينقل التقرير عن معتقلين سابقين قولهم إنهم فقدوا منازلهم وأعمالهم وأصبحوا فقراء عند الإفراج عنهم – فضلا عن كفاحهم للتعامل مع الآثار الجسدية والنفسية التي تعرضوا لها في أثناء الاحتجاز.
ومن بين أولئك المعتقلين، ذكر التقرير “محمد كفر جومي”، معتقل سابق من إدلب أمضى ثماني سنوات في الاعتقال غير القانوني وتعرض للتعذيب الذي تركه معاقاً جسديا، وأن النظام استولى على مصنع ومنزل عائلته.
ووصف تكتيكات النظام القاسية بأنها جزء من سياسة منهجية بالقول: “هذه هي سياسة النظام، سوف يدمرون كل ما لديك إذا كنت تجرؤ على معارضته. سوف يأخذون كل شيء منك. سوف يدمرون حياتك وعائلتك”.
استراتيجية ممنهجة
وتعليقاُ على ابتزاز النظام للمعتقلين مالياً، أكد الشريك المؤسس في رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، دياب سرية، أن التقرير يكشف عن الحجم المروع للاستغلال المالي وإساءة معاملة المعتقلين.
كما ويفضح التقرير، بحسب سرية، عمق فساد النظام السوري والتكتيكات القاسية التي يستخدمها للنجاة من الأزمة الاقتصادية الرهيبة، وتدمير حياة المعتقلين لفترة طويلة بعد مغادرتهم السجن.
وشدد سرية على أن الممارسة غير القانونية المتمثلة في الاستيلاء على أصول المعتقلين هي جزء من استراتيجية النظام السوري المتعمدة لتدمير جميع المعارضين المفترضين وسحق المعارضة.
يذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وثقت مقتل 14449 شخصاً تحت التعذيب، بينهم 174 طفلاً و74 سيدة على يد قوات النظام السوري منذ آذار 2011.