تحدث تقرير صادر عن صحيفة ” فاينانشال تايمز” البريطانية، عن دور تركيا في مستقبل سوريا، وخياراتها في إدارة المناطق الخاضعة لإدارتها في الشمال السوري.
ونقل التقرير عن مسؤول تركي لم يسمِّه، نفيه “الشديد” أن بلاده تسعى لتغيير النسيج الاجتماعي لسوريا، مؤكدًا أن العديد من الأصدقاء العرب والغربيين لم يفهموا التوجه التركي.
ووفق الصحيفة، ففي المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا، يتعلم السوريون في المدارس اللغة التركية كلغة ثانية، ويعالج المرضى في المستشفيات التي بنتها تركيا.
كما أن الكهرباء تأتي عبر تركيا، والليرة التركية هي العملة الأكثر تداولًا، وتستخدم خدمة البريد التركية (PTT) لتحويل الرواتب إلى العمال السوريين، واستضافة الحسابات المصرفية للمجالس المحلية.
ويقدّر المحلل من معهد “Seta”، المقرب من الحكومة التركية، مراد يشلطاش، أن التدخل في سوريا يكلّف الخزينة التركية ملياري دولار سنويًا، وتنشر بلاده ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف جندي في المناطق التي تسيطر عليها، وحوالي ثمانية آلاف جندي في محافظة إدلب، وفق قوله للصحيفة.
وتدفع تركيا رواتب لأكثر من خمسين ألف مقاتل في شمال سوريا، وتنشر الآلاف من جنودها داخل البلاد، وتسعى لإعادة أعداد كبيرة من اللاجئين، وفق الصحيفة.
وعن خيارات تركيا الحالية، قال يشلطاش للصحيفة، إن “خيارات تركيا هي حكم مباشر، والذي سيعطي تركيا مساحة لحل المشكلات الأمنية والاقتصادية على الأرض، وسيكون بمنزلة الضم الفعلي أو الخروج ووضع ثقتها بالقوات الموالية لها، وفي الوقت الحالي تحاول تركيا بناء مزيج من الخيارين”.
تعنت النظام مستمر والصراع مجمّد
إلى ذلك، رأت الصحيفة، أن تعنّت النظام السوري سيسهم في استمرار تقسيم سوريا، في ضوء الجمود السياسي الذي أصاب الملف السوري.
وبحسب التقرير فإن التقسيم الفعلي للبلاد سيستمر طالما بقي بشار الأسد رافضاً لتقديم تنازلات سياسية، تفضي إلى حل للأزمة المستمرة منذ 11 عاماً.
وقالت الصحيفة، إن “الصراع مجمّد في ظل عدم فاعلية الجهود الدولية من أجل التوصل لحل سياسي للصراع السوري، كما أن الاهتمام الغربي بالوضع السوري تقلّص”.
ونقلت الصحيفة عن محللة الملف السوري في “مجموعة الأزمات الدولية” دارين خليفة، قولها: “تحفز ديناميكيات ومخاطر الصراع القوى الأجنبية على البقاء في سوريا، وطالما فعلوا ذلك، فمن المرجح أن يستمر المأزق الحالي وهو يشبه تقسيمًا فعليًا للبلاد”.
وسبق أن أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون في وقت سابق، أنه في حالة الجمود التي تعتري الملف السوري، فإن الحل السياسي هو المخرج الوحيد، والذي يتطلب عملية سياسية يقودها السوريون ويملكها السوريون.