نشرت منظمة “أتلانتك كاونسل” وهي منظمة غير حزبية يقع مقرها في واشنطن، تقريراً حول مسح أجرته، أفادت فيه، بأنّ موسكو تستخدم المساعدات الإنسانية في سوريا لشراء الولاء السياسي وتعزيز صورتها بشكل أفضل.
وأشار التقرير الذي نشره موقع الحرّة إلى أنه انطلاقاً من خريطة المناطق التي قدم فيها المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا المساعدات على مدى فترة 18 شهراً (بين عامي 2018 و2020)، يمكن تكوين صورة لتكتيكات القوة الناعمة الروسية في سوريا، لافتاً إلى أنه من خلال شبكة تتكون من ثلاث عشرة منظمة على الأقل، تطور نفوذها في القطاع الإنساني السوري منذ عام 2016. وترتبط بعض هذه المنظمات، مثل البعثة الإنسانية الروسية، بعلاقات وثيقة مع الكرملين.
وحول دوره الحقيقي، أوضح التقرير أن مركز المصالحة أجبر المواطنين السوريين على البقاء تحت سيطرة النظام، حيث يخضعون الآن لعنف الأجهزة الأمنية، مؤكّداً بأنه أحد أكثر الكيانات الإنسانية نشاطاً، ويشتهر بالسمسرة في صفقات الاستسلام مع المعارضة حول دمشق وحمص وجنوب سوريا.
في السياق ذاته،اعتبر التقرير إنه في إهانة مباشرة للمبادئ الإنسانية المتمثلة في الحياد والنزاهة، كان الكيان نفسه الذي قدم المساعدة الإنسانية لهذه المجتمعات المحلية أيضاً عاملاً رئيسياً في إجبارها على الاستسلام.
ولفت إلى أنه خلال الفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2019، تم التركيز أكثر على مدينة دير الزور، حيث أعطت موسكو الأولوية للمساعدات الإنسانية، لأن الاحتياجات كانت عالية بعد الحرب ولتقويض الجهود العسكرية الأميركية في المنطقة.
وكشف عن أنه بعدما أصبح الوصول إلى المنطقة الشمالية الشرقية التي يهيمن عليها الأكراد متاحًا في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، انفجر نشاط المركز في هذه الأراضي المدعومة من الولايات المتحدة، إذ من بين 290 مهمة خلال الأشهر الستة التالية، كانت 223 مهمة في محافظتي الرقة والحسكة بالإضافة إلى منطقة عين العرب في حلب للروس.
يذكر أن مركز المصالحة الروسي، يتخذ من قاعدة حميميم في الساحل السوري مركزا له، منذ تدخل موسكو في سوريا لدعم نظام الأسد في أيلول 2015.