قال تقرير أصدره مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إن اللاجئين السوريين في لبنان يتعرضون للتمييز والكراهية، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية تمثل الشريان الوحيد لبقاء أغلبهم على قيد الحياة.
وتطرق التقرير، الذي أعده المقرر الأممي الخاص المعني بمسألة الفقر وحقوق الإنسان، أوليفييه دي شوتر، لمسائل تتعلق بالوضع المعيشي والعلاقات مع المجتمع المضيف في لبنان، والانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون فيه.
%88 يكافحون للبقاء
وأوضح أن النظرة تجاه اللاجئين السوريين هي “على جميع مستويات المجتمع اللبناني، بما في ذلك الحكومة نفسها”، مضيفاً أن اللاجئين السوريين “يلامون بشكل روتيني على عدم توفير الحكومة للخدمات والسلع الأساسية للسكان”.
وبحسب التقرير، فإن 88 % من اللاجئين السوريين في لبنان تحت سلة الحد الأدنى للإنفاق للبقاء على قيد الحياة، وتعاني ما يقرب من نصف الأسر السورية من انعدام الأمن الغذائي.
ولفت إلى أن “الواقع الذي يواجهه السوريون في لبنان قاتم، والمساعدات هي الشريان الوحيد للكثيرين منهم”.
مضايقات وعنف ضد السوريين
وعلى الصعيد الاجتماعي، أشار التقرير إلى التمييز والمضايقات والعنف والملاحظات الشبيهة بخطاب الكراهية”، لافتاً إلى أن “التوترات بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة في لبنان تستمر بشكل مثير للقلق”.
وأضاف بأن بعض البلديات حظر تجوّل على السوريين وقيوداً على أجورهم”، في حين اضطر بعض منهم “لشراء المواد الاستهلاكية الأساسية بأسعار مبالغ فيها، ناهيك عن انتهاكات تتمثل بالإخلاء القسري والعنف والاعتداءات وحرق البيوت.
وأشار التقرير إلى أن ارتفاع رسوم تصاريح الإقامة وصعوبة الحصول على كفيل لبناني، جعلت نحو 80 % من اللاجئين السوريين الذين تزيد أعمارهم على 15 عاماً يفتقرون إلى إقامة قانونية في لبنان.
موقف رسمي لبناني يهاجم اللجوء السوري
وتردد الحكومة اللبنانية، في أكثر من تصريح، ضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، معتبرة أنها غير قادرة على تحمل عبء لجوئهم.
وكان آخر تلك التصريحات، ماقاله وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني، هيكتور حجّار، بأن اللاجئين السوريين “سبب تجفيف احتياطات العملات الأجنبية، لأنهم يستفيدون من الخدمات المدعومة من الدولة كالكهرباء والمحروقات والمياه والخدمات الطبية والمواد الغذائية”.
وحمّل حجّار، خلال كلمة له في مؤتمر بروكسل السادس، السوريين مسؤولية “تفاقم أزمة النفايات الصلبة، ومشكلة الصرف الصحي، والضرر الكبير في البُنى التحتيّة”، معتبراً أن “85 % من اللبنانيين يعيشون تحت سقف الفقر نتيجة لوجود اللاجئ السوري في لبنان”.
واتهم الوزير حجار، السوريين بأنهم “يمارسون نشاطاً اقتصادياً منافساً وغير شرعيّ، دون أن يسهموا في دفع الضرائب، ما تسبب بفقدان اللبنانيين لوظائفهم”.
ويبلغ عدد السوريين في لبنان، نحو مليون ونصف مليون سوري بحسب الأرقام الحكومية، منهم حوالي 950 ألفًا مسجلين رسميًا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وفق إحصائيات تعود لعام 2020.