قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو يوم الاثنين إن تركيا والولايات المتحدة انخرطتا في دبلوماسية مُكثفة وتبادلتا وجهات النظر في الليلة التي نفذت فيها قوات أمريكية خاصة مُهمة لقتل قائد تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي في شمال شرق سورية, وقال في مؤتمر صحفي ”تركيا ونظراؤنا الأمريكيون تبادلوا المعلومات والآراء قبل بدء عملية قتل زعيم داعش. هذا هو السبب في أن (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب شكر تركيا في خطابه“ يوم الأحد , وقال تشاويش أوغلو إن تركيا ”حيّدت“ أكثر من أربعة آلاف من متشددي “داعش” حتى الآن.
وبعد إعلان ترامب عن تأكيد مقتل البغدادي أمس قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، إن مقتل زعيم تنظيم “داعش” ، “نقطة تحول في المعركة المشتركة ضد الإرهاب” , وأعرب أردوغان عبر حسابه على موقع “تويتر” عن ثقته بأن “كفاحا حازما ضد الإرهاب في إطار روح التحالف سيجلب السلام للبشرية جمعاء” , كما أعلن أردوغان عن ترحيب بلاده بقتل البغدادي قائلا “تركيا التي دفعت الثمن الأكبر في مكافحة داعش وب ك ك / ي ب ك وغيرها من التنظيمات الإرهابية ترحب بعملية قتل البغدادي”.
وقال فخر الدين ألتون المساعد البارز للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان بعث به إلى رويترز ”تركيا فخورة بالمساعدة التي قدمتها للولايات المتحدة ، شريكتنا في حلف شمال الأطلسي ، لعقاب إرهابي شرير… نتذكر اليوم ضحايا البغدادي المدنيين وأبطال الجيش التركي الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية العالم من إرهابيي داعش“ , وأضاف ”تركيا التي كانت حصنا ضد الإرهاب ستواصل العمل عن قرب مع الولايات المتحدة والدول الأخرى لمكافحة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله. حان الوقت لرص الصفوف دون إبطاء لهزيمة الجماعات الإرهابية في المنطقة“.
من جهته شدد المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم كالين أيضا على إجراء اتصال وثيق بين السلطات العسكرية بين أنقرة وواشنطن في الليلة التي تم فيها تنفيذ العملية , وقال للصحفيين اليوم إن “وجود منظمة إرهابية في سورية قرب حدودنا أو في أي منطقة أخرى أمر لا يمكننا قبوله” , وذكرت مصادر أمنية عراقية أن نقطة التحول الأكبر التي أدت إلى معرفة المكان الذي يتوارى فيه البغدادي , كانت بتجنيد مساعده اسماعيل العيثاوي الذي اعتقلته المخابرات التركية وسلمته للعراقيين وقدم معلومات قيمة ساعدت على الايقاع بزعيم “داعش”
وقال مصدران أمنيان ، إن فرق المخابرات العراقية حققت، خلال مطاردتها الطويلة لأبو بكر البغدادي ، انفراجة في فبراير شباط 2018 بعد أن قدم لهم أحد كبار مساعدي البغدادي معلومات عن كيفية إفلاته من القبض عليه لسنوات عديدة , وقال إسماعيل العيثاوي للمسؤولين , إن البغدادي كان يجري أحيانا محادثات استراتيجية مع قادته داخل حافلات صغيرة محملة بالخضروات لتجنب اكتشافها , وقال أحد مسؤولي الأمن العراقيين “قدم العيثاوي معلومات قيمة ساعدت فريق الوكالات الأمنية المتعددة في العراق على إكمال الأجزاء المفقودة من أحجية تحركات البغدادي والأماكن التي كان يختبئ فيها”.
وأضاف لرويترز “أعطانا العيثاوي تفاصيل عن خمسة رجال، هو منهم، كانوا يقابلون البغدادي داخل سورية والمواقع المختلفة التي استخدموها” , وأضاف المصدر أن تحول متشددين مثل العيثاوي أمرا حاسما بالنسبة للعملاء الذين كانوا يحاولون تعقب البغدادي . وكان مسؤولو المخابرات العراقية يعتبرون العيثاوي، الحائز على درجة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، واحدا من كبار مساعدي الزعيم الخمسة. وانضم العيثاوي إلى القاعدة في عام 2006 واعتقلته القوات الأمريكية في عام 2008 وسُجن لمدة أربع سنوات، وفقا لمسؤولي الأمن العراقيين
وكلف البغدادي في وقت لاحق العيثاوي بأدوار رئيسية مثل تقديم التعليمات الدينية واختيار قادة تنظيم “داعش”. بعد انهيار التنظيم إلى حد كبير في عام 2017، فر العيثاوي إلى سورية مع زوجته السورية , وقاللمسؤولان أمنيان عراقيان إن نقطة تحول أخرى حدثت في وقت سابق من هذا العام خلال عملية مشتركة ألقت خلالها المخابرات الأمريكية والتركية والعراقية القبض على كبار قادة تنظم “داعش” ، بما في ذلك أربعة عراقيين وسوري , وأضاف “في منتصف عام 2019 تمكنا من تحديد إدلب كموقع كان البغدادي ينتقل فيه من قرية إلى أخرى مع أسرته وثلاثة من مساعديه المقربين”.
وذكر أن المخبرين في سورية رصدوا بعد ذلك رجلا عراقيا يرتدي غطاء رأس متعدد الألوان في أحد أسواق إدلب وتعرفوا عليه من صورة. كان الرجل هو العيثاوي وتتبعه المخبرون إلى المنزل الذي كان يقيم فيه البغدادي , وقال المسؤول “نقلنا التفاصيل إلى وكالة المخابرات المركزية التي استخدمت قمرا صناعيا وطائرات بدون طيار لمراقبة الموقع خلال الأشهر الخمسة الماضية” , وقال اللواء تحسين الخفاجي المتحدث باسم العمليات المشتركة العراقية ، في تصريح لشبكة CNN التلفزيونية الأمريكية : “العمليات العراقية المشتركة لعبت دورا هاما في تقديم معلومات مهمة للجانب الأمريكي في عملية قتل البغدادي”.
