أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده بدأت مشروعا لإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم، مشيراً إلى إمكانية تعاون بلاده مع النظام السوري في قضايا الإرهاب والمهاجرين “دون الاعتراف به”.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة “سي إن إن ترك” مساء أمس الأربعاء، لقد بدأنا بمشروع لإعادة السوريين في الفترة المقبلة بالاشتراك مع 4 دول أخرى، مؤكداً أنه يجب أولاً ضمان سلامة السوريين قبل إعادتهم لبلادهم، ولا خشية من تغيير ديموغرافي في تركيا بسبب اللاجئين.
وتابع بالقول: “السوريين يرون الأماكن التي طهرناها من الإرهاب على أنها آمنة. لكن ليس كل منهم يأتون من هناك. في الفترة القادمة سنبدأ مشروعاً لإرسال المهاجرين إلى مناطقهم بالتعاون مع 4 دول”.
وتحدث عن أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الآن يرغبان في التعاون بشكل بناء أكثر بشأن هذه المسألة، وقد بدأت الأمم المتحدة مفاوضات مع النظام السوري، لضمان خلق بيئة آمنة.
حل أزمة اللاجئين في إطار القانون الدولي
وشدد على أنه “يجب حل أزمة اللاجئين في إطار القانون الدولي، ويجب على الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية التعامل مع بشار الأسد بهذا الخصوص، فإن كان النظام سيقدم ضمانات عليه أن يقدمها لتلك الأطراف”.
وأشار إلى أنه يجب النظر إلى ملف اللاجئين “من منظور سياسي، وإنساني، واجتماعي”، مضيفاً: “نتحدث عن عودة كريمة للاجئين، علينا ضمان عودة اللاجئين لبلادهم، وعلينا القيام بذلك بحكمة، بشكل يتوافق مع حقوق الإنسان، والقانون الدولي، والدستور التركي”.
وأوضح وزير الخارجية التركي بالقول: “يجب ضمان الاحتياجات الأساسية لهؤلاء (اللاجئين) بعد عودتهم لديارهم، مثلاً أماكن الإقامة، وتعليم الأطفال، والمشافي، والمشاريع التي تؤمن فرص العمل”.
وبيّن أن “النظام لا يؤمن الخدمات الأساسية للمواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرته بالشكل الكافي”، مؤكداً على وجود “مشاكل حقيقة هناك، بحسب تقارير مراقبين دوليين”.
التعاون مع النظام السوري
وعن التعاون مع النظام السوري، قال جاويش أوغلو: ” أنه من المفيد التعاون مع النظام السوري دون الاعتراف به”.
وأضاف :”نتعاون مع طالبان في أفغانستان رغم عدم اعترافنا بها حتى الآن لمنع انهيار البلاد وانتشار الإرهابيين ومنع قدوم المزيد من المهاجرين”.
وأشار إلى أنه جرت لقاءات على مستوى استخباراتي بين البلدين بالماضي، ومن غير الممكن أن ندعم تقسيم سوريا ومنظمة وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكردستاني الإرهابية بسبب تزعزع علاقاتنا مع النظام”.
ولفت إلى أن بلاده “تدعم وحدة الأرضي السورية” مشيراً إلى أن “الجيش السوري بدأ في الفترة الأخيرة بمحاربة وحدات حماية الشعب التي تخطط لتقسيم سوريا”.
اللاجئين السوريين في تركيا
ويعيش في تركيا 3 ملايين و684 ألفًا و828 سوري مسجلين تحت الحماية المؤقتة حسب إحصائيات أصدرتها المديرية العامة للهجرة التركية في 27 من كانون الثاني الماضي.
بينما يصل عدد حاملي الإقامة السياحية والإقامة الطلابية وإقامة العمل في تركيا من السوريين نحو مليون و207 آلاف سوري”، وفق إحصائيات لوزارة الداخلية التركية في أيلول 2021.
وتصدرت إسطنبول قائمة الولايات التركية من حيث عدد السوريين بـ533 ألفًا و810 سوريًا، تلتها غازي عنتاب بـ460 ألفًا و799، وبالمرتبة الثالثة هاتاي بـ433 ألفًا و683 سوريًا.