تراجعت معدلات التبادل التجاري بين سوريا وإيران بين شهري آذار وحزيران الماضيين لمستويات قياسية، وهي الفترة ذاتها التي استهدفت فيها غارات إسرائيلية مواقع في مطار دمشق الدولي، وبالقرب من السواحل السورية.
واختفت سوريا كلياً من قائمة البلدان العشرين الأولى المستهدفة بالبضائع الإيرانية خلال الأشهر الأربعة المذكورة.
وباتت سوريا في المرتبة 33 من بين قائمة الدول المستهدفة بالبضائع الإيرانية، وذلك وفق مارصده مقال للكاتب المختص بالشؤون الإيرانية ضياء قدور في موقع تلفزيون سوريا.
هبوط قيمة الصادرات الإيرانية إلى سوريا
ونشر الموقع المحدث للمكتب الاقتصادي الإيراني في حلب، نقلاً عن الجمارك الإيرانية، تقريراً في 28 حزيران الماضي يتحدث فيه عن هبوط قيمة الصادرات الإيرانية إلى سوريا خلال الفترة (21 مارس/آذار – 21 مايو/أيار 2022) بنحو 67٪.
وبعد ذلك بيومين فقط، أفاد موقع الإذاعة والتلفزيون الإيراني الرسمي أن فصل الربيع الفائت شهد انخفاضاً متزامناً في الصادرات الإيرانية إلى سوريا بنسبة 17%، وفي الواردات السورية إلى إيران بنسبة 29%.
تأثير الغارات الإسرائيلية
وكان من الملاحظ بشكل واضح تزامن الفترة، التي شهدت فيها التبادلات التجارية الإيرانية مع مناطق النظام انخفاضاً دراماتيكياً، مع تنفيذ عدة غارات إسرائيلية استهدفت مواقع في مطار دمشق الدولي، الشريان الرئيسي لاقتصاد النظام وبوابة متنفسه الدولية.
وشنت إسرائيل غارات على مطار دمشق في أشهر نيسان وأيار وحزيران الماضي، كان أعنفها القصف يوم 10 حزيران والذي أخرج مطار دمشق الدولي عن الخدمة كلياً.
وخلقت هذه الأشهر المتوترة أمنياً حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي المتزايد الذي أثر سلباً على معدلات التبادل التجاري بين إيران وسوريا بشكل خاص، وهو ما لا تخفيه بطبيعة الحال أغلب المواقع الإيرانية.
صعوبات تواجه التجار الإيرانيين
ويفتقد التجار الإيرانيون، بحسب موقع الإذاعة والتلفزيون الإيراني، إلى أبسط المتطلبات التي تمكنهم من زيادة حضورهم الاقتصادي في سوريا.
وساهم غياب تصاريح الحضور للتجار الإيرانيين في المعارض السورية وكروت حجز الطيران، في تخفيض حجم مشاركة الشركات الإيرانية في المعارض السورية بشكل كبير هذا العام مقارنة بالعام الفائت.
وتعقيباً على ذلك، قال كيوان كاشفي، رئيس غرفة التجارة الإيرانية السورية المشتركة، لموقع الإذاعة والتلفزيون الإيراني: “كان مطلبنا إصدار تصاريح حضور المعارض التجارية قبل أربعة إلى خمسة أشهر على الأقل، لأن لدينا مشاكل من حيث النقل، نظراً للظروف الخاصة في سوريا”.
ووفق الأرقام الرسمية، لم يتجاوز حجم التبادل التجاري بين إيران وسوريا خلال العام 2021 أكثر من 200 مليون دولار، منها 117 مليون دولار صادرات إيرانية إلى سوريا.