تحقيق يكشف تورط أقارب الأسد بتهريب حبوب “الكبتاغون” لدول الخليج

كشف تحقيق صحفي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، أمس الأحد، أن صناعة المخدرات في سوريا وتهريبها لدول الخليج ولاسيما حبوب “الكبتاغون”، ازدهرت مؤخراً عبر شبكات يديرها أقارب رأس النظام بشار الأسد مع شركاء أقوياء.

وأوردت الصحيفة، في تحقيق استند إلى معلومات جهات إنفاذ القانون ومسؤولين في 10 دول ومقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وآخرين، أن “قسطا كبيرا من إنتاج وتوزيع حبوب الكبتاغون تشرف عليه الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد”.

وأضافت أن الحرب في سوريا، تركت النخب العسكرية والسياسية تبحث عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات الأميركية.

وتوصل التحقيق إلى أن من بين اللاعبين الرئيسيين في هذه التجارة المربحة رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بحكومة النظام و”حزب الله” اللبناني، وأعضاء آخرون من عائلة بشار الأسد.

خُمس المخدرات المهربة تستهلك في الأردن

بدوره، أكد رئيس دائرة المخدرات في مديرية الأمن العام الأردني، العقيد حسن القضاة، أن “مصانع الكبتاغون موجودة في مناطق سيطرة الفرقة الرابعة وتحت حمايتها”.

وقال العقيد حسن القضاة إن ما يصل إلى خمس المخدرات المهربة من سوريا، يتم استهلاكه في الأردن، على الرغم من كون عمّان محطة عبور إلى السعودية.

في حين اعتبر جهاد يازجي، المحرر بموقع “ذا سيريا ريبورت” الذي يتتبع الاقتصاد السوري وينشر تقاريره باللغة الإنكليزية، أن الكبتاغون “ربما أصبح أهم مصدر للعملة الأجنبية في سوريا”.

ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأميركي الأسبق لسوريا، جويل رايبورن، قوله إن “النظام السوري هو الذي يصدّر المخدرات حرفيا”.

وأضاف أن أكبر عقبة في مكافحة هذه التجارة هي أن “صناعة المخدرات تحظى بدعم دولة ليس لديها سبب وجيه للمساعدة في إغلاقها”.

النظام السوري وتجارة المخدرات

وبحسب أرقام الصحيفة، تم ضبط أكثر من 250 مليون حبة “كبتاغون” في جميع أنحاء العالم حتى الآن في العام 2021، أي أكثر من 18 ضعف الكمية التي عثر عليها خلال أربع سنوات.

وأكدت الصحيفة، أن قيمة التجارة بالمخدرات من قبل أقارب الأسد ودائرته الضيقة، بلغت مليارات الدولارات، متجاوزة الصادرات القانونية لسوريا.

كان تقرير لمنظمة البحث “مركز التحليل والبحوث التشغيلية” أشار إلى أن سوريا هي المركز العالمي لإنتاج الكبتاغون.

ووفق التقرير، فقد بلغت صادرت الكبتاغون ما لايقل عن 3.46 مليار دولار في عام 2020،وفق ماذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.

وتنشط مخدرات النظام السوري و”حزب الله” بشكل ملحوظ بين سوريا ولبنان، عبر المنافذ الشرعية وغير الشرعية بتسهيلات من النظام السوري، في خطوط تجارة أقامها في السنوات الماضية لترويج بضاعته إلى العراق والأردن من الحدود البرية، وإلى بقية الدول عبر طريق البحر.

وفي الأشهر والأسابيع الماضية، ضبطت دول عربية وأوروبية عديدة شحنات مخدرات “كبيرة جدا” تابعة لـ”حزب الله” وقادمة من مناطق سيطرة الحكومة السورية، أبرزها شحنات أحبطتها السلطات الإيطالية والسعودية والأردنية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...
Exit mobile version