كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن أن القوات الجوية الأميركية شنت غارات جوية أدت إلى مقتل 139 مدنياً بينهم نساء وأطفال خلال الحرب على تنظيم (داعش) في ريفي منبج والرقة وذلك خلال العامين 2016 و2017.
وجاء ذلك في تحقيق تحت عنوان “وثائق سريّة للبنتاغون تكشف عن إخفاقات متكررة في شنّ غارات جوية مُميتة“، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسترت على بيانات حول الأعداد الحقيقية للضحايا المدنيين في سوريا.
قتل مدنيين في ريف منبج
وأشار التحقيق إلى خطأ في تحديد هوية المدنيين ، كما حدث في غارة جوية على بلدة التوخار قرب منبج شمال شرق حلب، في تموز 2016 أسفرت عن مقتل 85 مسلحاً من عناصر تنظيم داعش بحسب الرواية الأمريكية.
لكن الحقيقة أنها قصفت منازل بعيدة عن جبهة القتال كان يحتمي بداخلها بعض المزارعين وعائلاتهم وعدد من سكان القرية من القصف وإطلاق النيران ليلاً.
وقد قُتل، بحسب التحقيق، أكثر من 120 مدنياً من سكان القرية في تلك الليلة، لم تعترف الولايات المتحدة بارتكاب أخطاء في هذه الإخفاقات التي أودت بحياة المدنيين.
أخطاء متكررة في الرقة وريفها
وتكرر الأمر ذاته مع غارة 20 تشرين الثاني 2016 على الهدف الذي اعتُقد أنه مصنع متفجرات تابع لتنظيم ” داعش” في ريف الرقة، لكن في حقيقة الأمر تبين أن الهدف محلج للقطن. قُتل 9 مدنيين، ولم تُقدّم توصية بإجراء مزيد من التحقيق.
وحدث الأمر أيضا عندما كانت القوات المدعومة من الولايات المتحدة تستعد لاستعادة السيطرة على مدينة الطبقة غرب الرقة، حيث قصفت الطائرات الأمريكية مصنع أسلحة لتنظيم داعش ومركز شرطة ومقرين. ووفقاً للتقييمات الأولية، نُفِّذت جميع الغارات حسب الخطة، وبعدها ظهرت أنباء عن وقوع ضحايا مدنيين.
وأسفرت تلك الغارة عن مقتل ما لا يقل عن 10 مدنيين في مدينة الطبقة بريف الرقة، في آذار من عام 2017.
توصية للبنتاغون لتقليل الأضرار بين المدنيين
وقبل أيام قدم بحث لمؤسسة “راند” (RAND) في الولايات المتحدة، توصية للجيش الأمريكي من أجل تعديل تخطيطه وتدريبه واستهدافه واستخدامه للأسلحة، من أجل تجنب الوفيات والأضرار بين المدنيين على نطاق واسع كما حدث في معركة تحرير مدينة الرقة من مقاتلي تنظيم “ داعش” عام 2017.
اقرأ أيضاً هل تعوض واشنطن ضحايا ضرباتها الجوية في شمال شرقي سوريا؟
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” في الأول من نيسان الجاري، عن كاتب البحث وهو “مايكل ماكنيرني”، قوله إن المعركة التي حدثت في الرقة كانت “ بمنزلة حافز إضافي لوزارة الدفاع لتعزيز سياساتها وإجراءاتها للتخفيف من الأضرار المدنية وتوثيقها والاستجابة لها”، كما أنها “قصة تحذيرية حول الضرر الذي يلحق بالمدنيين في المعارك التي تحصل في المدن”.
كانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اتهمت في عدة تحقيقات، قوة أميركية خاصة تعمل في سوريا، بقصف مجموعة من المدنيين ثلاث مرات في آذار 2019 بالقرب من الباغوز قرب البوكمال شرق سوريا، آخر معقل لتنظيم “داعش” في سوريا، ما أدى إلى مقتل 70 شخصاً بينهم نساء وأطفال.