تواجه نسبة من اللاجئات السوريات في تركيا مصاعب وعقبات تجعلهن أمام تحديات كبيرة تخص الوصول إلى العمل والصحة والتعليم والخدمات القانونية والاجتماعية.
ويشير آخر بحث أجرته منظمة الهجرة الدولية “IOM” وشمل مئات اللاجئات السوريات إلى أنهن لا يعرفن كيفية الوصول للمساعدات والدعم في عدة مجالات أساسية.
ويبدو أن تجربة اللجوء قد فرضت على النساء السوريات في تركيا واقعا جديدا لم يعتدن عليه، ومقابل كمّ الالتزامات المعيشية المفروضة عليهن اتجه قسم منهن للعمل بأعمال جديدة عليهن.
أم سعيد إحدى اللاجئات السوريات المقيمات في غازي عنتاب، كانت قد أوجدت لنفسها فرصة عمل بسيطة تسد لها جزءا من تكاليف المعيشة لها ولعائلاتها، حيث اشترت بعض الفساتين وبدأت بتأجيرها، تقول لـ “الحل نت”: إن “عملها بسيط وتقوم به من المنزل لكنه لا يغطي كل تكاليف المعيشة”.
وكحال أم سعيد، رصد مراسل الحل نت في تركيا، مئات اللاجئات السوريات اللواتي افتتحن لأنفسهن مشاريع عمل بسيطة تنوعت بين بيع المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتجهيز العرائس وغير ذلك.
تحديات وحلول مقترحة
لوحظ في نتائج البحث، أن النساء التركيات يعملن بشكل رسمي أكثر من اللاجئات اللواتي يواجهن العديد من التحديات إن أردن العمل.
تعليقا على الموضوع، تقول الصحفية وإحدى أعضاء شبكة المرأة السورية (نساء شمس) صفا التركي، في حديث لـ “الحل نت”: إن “هناك أسباب عديدة، تجعل المرأة التركية أكثر استقرارا وتعمل بشكل رسمي، منها القوانين الداعمة للمرأة وحريتها فنجدها شريك حقيقي مع زوجها وفي حالة الطلاق لها نصف الثروة، المرأة التركية محمية بقوانين بلدها، وبدولتها تستطيع اللجوء لمراكز الشرطة وللقضاء للحصول على حقوقها، عكس المرأة اللاجئة كالنساء السوريات وغيرهن
وتضيف التركي، أن المرأة السورية إضافة لكونها مشغولة بتربية أبنائها فهي لا تملك الكفاءات الكافية التي تؤهلها لدخول سوق العمل، وإن عملت فقد تعمل في المعامل والورشات وفي أعمال أخرى لا تناسبها، قد تتعرض للتنمر أو العنصرية أو التحرش، هذا يقلل من إمكانية انخراطها بسوق العمل.
وفيما يخص السبل التي قد تساعد على تسهيل وصول السوريات في تركيا لمراكز الدعم والخدمات المتاحة لهن، تقترح التركي، أن “علينا أولا امتلاك قاعدة بيانات للمنظمات والمراكز الداعمة للمرأة ومعرفة القوانين والأنظمة التركية ومن ثم القيام بزيارات لهذه المنظمات وبحث إمكانية التعاون وما يمكن تقديمه إضافة للحملات الإعلامية التي تساعد بإيصال صوت المرأة الضعيف لأصحاب القرار والمنظمات المعنية، في ذات الوقت علينا القيام بحملات أخرى لإيصال صوت المنظمات لمنازل النساء”.
ما جاء في بحث الـ IOM
أفاد نتائج بحث أجرته منظمة الهجرة الدولية “IOM” وشمل مئات النساء بما فيهن لاجئات سوريات في كل من غازي عنتاب وأضنة، أن الغالبية لا يدركن كيفية الوصول للاحتياجات الأساسية التي يمكنهن الاستفادة منها.
وحسب البحث الذي تداولته وسائل إعلام تركية، أول أمس الثلاثاء، وشاركت فيه 259 لاجئة معظمهن سوريات في كل من غازي عنتاب وأضنة، فقد تبين أن 25 بالمئة منهن لا يستطعن الحصول على الخدمات الصحية بينما 25 بالمئة منهن أيضا لا يمكنهن الوصول إلى العمل، إضافة إلى 18 بالمئة من النساء المشاركات لا يستطعن الحصول على الدعم القانوني، بينما 12 بالمئة منهن لا يستطعن الحصول على الدعم الاجتماعي.
وتوضح نتائج البحث، أن 43 بالمئة من اللاجئات غير قادرات على العمل بسبب المسؤوليات الأسرية فيما هناك 18 بالمئة لا يمكنهن العمل لأن أزواجهن أو عائلاتهن لا يسمحوا لهن بذلك.
وجاء في البحث أيضا، أن 16 بالمئة من اللاجئات يواجهن عوائق مثل عدم تعلم اللغة، فيما هناك 13 بالمئة أرجعن السبب لقلة فرص العمل، إضافة إلى عوائق أخرى مثل المسؤوليات المنزلية ومستوى التعليم ونقص مراكز رعاية الأطفال.
وفيما يخص الخدمات الصحية، فإن 25 بالمئة من اللاجئات لا يستطعن الحصول على الخدمات الصحية، أما الدعم القانوني فقد وصلت نسبة من لا يستطعن الوصول إليه 18 بالمئة، إضافة إلى عدم قدرة 12 بالمئة منهن بالحصول على الدعم الاجتماعي.
وحسب آخر الإحصائيات الرسمية، يوجد في تركيا ما لا يقل عن مليون و734 ألفا و202 لاجئة سورية يحملن وثائق الحماية المؤقتة “الكيملك”.
ميلاد النجار _ الحل نت