كشف تقرير لمنظمة “وورلد فيجين”عن انتهاكات تطال نساء في “مخيمات الأرامل” شمال غرب سوريا.
وأكد تقرير المنظمة الصادر في 6 من نيسان 2022، أن بعض النساء يعشن مع أطفالهن في بعض المخيمات التي يصعب الوصول إليها في شمال غرب سوريا، يعانين من عنف وكآبة مزمنين يصلان إلى مستويات عالية.
واستند تقرير المنظمة لمقابلات أجرتها مع 419 امرأة داخل 28 مخيماً في مخيمات الأرامل، والتي تؤوي الآلاف من النساء العازبات، بينهن من طُلّقن أو فُقد أزواجهن، إلى جانب أطفالهن.
اعتداءات جنسية
وأشار التقرير إلى أنَّ “25% من النساء كُنّ شهوداً على اعتداءات جنسية تحدث يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً”، و 9% منهم أشرن إلى أنهنَّ تعرضن لهذا الاعتداء دون التفريق بين من تعرّضن للاعتداء أو اللاتي كنّ شهوداً عليه أو سمعنَ عنه.
وقالت ألكساندرا ماتي التي شاركت في إعداد هذا التقرير، إن “الأرامل السوريات وأولادهن من حقهن الحصول على القدر ذاته من التعاطف والتراحم والالتزام الذي تمتعت به النساء الأوكرانيات، وذلك لأن آلامهن ويأسهن وحاجتهن لا تقل عن حاجة أي شخص آخر اضطر للهروب من النزاع”.
في حين تصل الأمهات إلى “نقطة الانهيار” على الصعيد النفسي. وقد ذكر أكثر من 80% من النساء بأنهن محرومات من أي رعاية صحية كافية، فيما عبرت 95% منهن عن إحساسهن باليأس، في ظل منعهم من مغادرة المخيم بحرية.
وقد تبين أن الأطفال الذين يعيشون فيما يعرف باسم “مخيمات الأرامل” يعانون من إهمال كبير، إلى جانب تعرضهم لانتهاكات وللإجبار على العمل، بينما ذكر 34% منهم بأنهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال العنف، و2% منهم أعلنوا أنهم تعرضوا للزواج المبكر.
بينما تعد عمالة الأطفال مشكلة كبيرة، مع اضطرار 58% من الفتيان و49% من الفتيات بعمر 11 عاماً فما فوق إلى العمل.
لارعاية صحية ولاخبز ولا ماء
فاطمة (اسم مستعار)، أم لثلاثة أبناء تعيش في أحد تلك المخيمات، وتعاني من آلام ظهر مبرحة لكنها لا تستطيع الحصول على رعاية صحية، ولهذا تقول: “ليس لدينا حتى الخبز والماء، ولهذا عندما يطلب الأولاد موزاً أسألهم أن يتحلوا بالصبر، إذ ما باليد حيلة، ثم إن الماء والخبز أهم”.
وذكرت فاطمة أنه من الخطر على النساء والفتيات التوجه نحو الجبل لجلب الحطب بغرض التدفئة أو الطهي، وهنا تقول: “إن تلك العملية غير آمنة على الإطلاق، إذ ينبغي علي أن أصطحب جارتي معي أو أي شخص آخر حتى لا أذهب لوحدي، كما لا أستطيع إرسال أولادي بمفردهم هم أيضاً، لأن الوضع غير آمن، وليس لدي أي أحد”.
ضرورة زيادة الاستجابة الإنسانية
وأشار تقرير المظمة إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا، لم تحقق إلا أقل من نصف ما خططت له خلال السنة الماضية، ولهذا أصبح أكثر من 14 مليون سوري بحاجة لشكل من أشكال المساعدة اعتباراً من الشهر الفائت، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
ولفت إلى مؤتمر المانحين في بروكسل خلال شهر أيار القادم، معرباً عن الأمل في الاستجابة لحاجة سكان المخيمات شمال غرب سوريا، خاصة بعد انخفض تمويل الدول المانحة لهم، كأدنى مستوى منذ عام 2015.
يذكر أن قرابة 7 ملايين سوري نزحوا في الداخل منذ عام 2011، يعيش منهم نحو مليونين وثمانمئة نسمة كنازحين في الداخل ضمن مخيمات يقدر عددها بنحو 1300 مخيم أقيمت في شمال غرب البلاد.