أكد المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، أن “الحل العسكري في سوريا يظل وهمًا”، داعيا السوريين إلى بناء الثقة فيما بينهم.
وقال بيدرسون في اجتماع لمجلس الأمن، اليوم الخميس، “إن الضربات الجوية والقصف واستمرار العنف والحوادث المتعلقة بتهريب المخدرات وهجمات تنظيم داعش الإرهابي، تجعل معاناة المدنيين مستمرة، خاصة في ظل الجمود الاستراتيجي في الحرب”.
ورأى بيدرسون، أنه “لا يمكن لأي طرف مقاتل تحديد نتيجة الصراع، ولابد من خلق الثقة بين السوريين للوصول إلى حل”.
اللجنة الدستورية
وأكد بيدرسون أنه سيواصل “الانخراط مع الأطراف في محاولة للتوصل لفهم واضح”، مبدياً استعداده لعقد جلسة سابعة للجنة الدستورية في جنيف “بمجرد التوصل إلى هكذا تفاهمات”، وفق ما نقلت وكالة “الأناضول”.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن “عمل اللجنة الدستورية حتى الآن لا يزال مخيبا للآمال، وإنه لتحدٍّ هائل أن يكون بمقدورنا إحراز تقدم حقيقي يحدث تغييراً في حياة الشعب السوري”.
وأوضح أن الهدف الأخير يظل خلق بيئة يمكن فيها الاتفاق على عملية سياسية دستورية، ويمكن إجراء الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن “2254”.
ولفت إلى أنه سيرحب بأي “أفكار جديدة” بشأن قضايا مثل المحتجزين، والوضع الأمني، والتعافي، والمساعدات الإنسانية، وشروط عودة اللاجئين، وإصلاح الاقتصاد والنسيج الاجتماعي.
اقرأ أيضاً هل تمهد للحل السياسي ام لإغلاق الصراع؟.. ما جديد خطة بيدرسون؟
أحداث سجن غويران بالحسكة
وعبر عن قلقه على أمن وسلامة المدنيين الذين حوصروا ونزحوا من مناطقهم في الحسكة على خلفية أحداث سجن غويران.
ولفت إلى تحصن عناصر تنظيم “داعش” في مهاجع للقاصرين واستخدامهم كدروع بشرية وتعريض حياتهم للخطر.
وتابع بالقول: “ماحدث يثير ذكريات مروعة عن عمليات الهروب من السجون التي غذت صعود تنظيم داعش الأول في سوريا في عامي 2014 و 2015”.
واعتبر المبعوث هجوم التنظيم على السجن “رسالة واضحة” لحل الصراع الأوسع الذي يزدهر فيه الإرهاب، مشددا على أهمية الاتحاد لمكافحة تهديد الجماعات الإرهابية الدولية.
وأمس الأربعاء، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” سيطرتها الكاملة على سجن غويران في مدينة الحسكة، بعد نحو أسبوع من الهجوم الذي نفذه تنظيم “داعش” على السجن.
وكانت خلايا تنظيم “داعش” نفّذت هجوماً واسعاً، مساء الخميس الماضي، على سجن غويران، بدأ باستهداف أسوار السجن، الذي يحوي مئات من عناصر التنظيم، بسيارتين ملغّمتين، تبعته اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
تلا ذلك، خروج عشرات السجناء من مهاجعهم وفرضوا سيطرتهم الكاملة على السجن داخلياً، كما انتشروا في عدة أحياء مع مجموعة من عناصر التنظيم كانت تنتظرهم في الخارج.