قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية غير بيدرسون إن وقف إطلاق النار في شمال شرق سورية ”صامد إلى حد بعيد“ فيما يبدو , وقال بيدرسن في مقابلة مع رويترز يوم الخميس بمكتبه بمقر الأمم المتحدة في جنيف ”يبدو أن الاتفاق صامد إلى حد بعيد.. هذا لا يعني بالطبع بأنه لن تكون هناك تحديات“ , وأضاف بأنه تلقى تقارير بأن بعضا من نحو 160 ألفا نزحوا خلال التوغل التركي بدأوا في العودة لديارهم , في حين سيعقد ممثلو القوى الكبرى اجتماعا في جنيف قبل أول اجتماع للجنة الدستورية السورية الأسبوع المقبل
وقال بيدرسون إن مندوبين من سبع دول عربية وغربية تدعم المعارضة السورية وتعرف باسم ”المجموعة الصغيرة“ ، وتشمل الولايات المتحدة ستجتمع في المدينة السويسرية يوم الجمعة , وأضاف أن من المتوقع وصول مسؤولين بارزين من روسيا وإيران وتركيا وهي المجموعة المعروفة باسم ثلاثي آستانة لكنه لا يزال ينتظر تأكيدا , وقال إن القوى الكبرى لن تشارك بشكل مباشر في المساعي الدستورية التي ”يملكها ويقودها السوريون“ كما لن تشارك في المراسم الافتتاحية العامة لكنها تدعم العملية
ويُنظر إلى عقد اجتماع اللجنة الدستورية، وهو أول تقدم ملموس منذ تولى الدبلوماسي النرويجي منصبه في يناير كانون الثاني، على أنه مهم لتمهيد الطريق أمام إصلاحات سياسية وانتخابات جديدة في البلد الذي دمرته الحرب التي يشنها نظام الأسد وحلفاءه منذ ثمانية أعوام على الثورة الشعبية في سورية , وأودت بحياة مئات الآلاف من القتلى وأجبرت الملايين على النزوح , وقال ”لا أحد يعتقد أن اللجنة الدستورية في حد ذاتها ستحل الصراع. لكن إذا تم التعامل معها على أنها جزء من عملية سياسية أشمل ، فيمكنها أن تفتح أبوابا وأن تكون بداية شديدة الأهمية والرمزية لعملية سياسية“.
وبدأت مجموعة مؤلفة من 45 عضوا في صياغة وثيقة دستورية , وقال بيدرسون ”أعتقد أنها مناسبة تاريخية وبالطبع هي مسؤولية ثقيلة أن يلتقي 150 سوريا لبحث ترتيب دستوري جديد لبلادهم“ , وأضاف ”في النهاية هم سيحددون ما نوع الدستور أو الإصلاح الدستوري الضروري لسورية“ , وأضاف أن رئيسي اللجنة هما أحمد كزبري ممثلا لنظام الأسد وهادي البحرة عن المعارضة السورية , تم التوصل لاتفاق طرحت بموجبه كل من حكومة الأسد والمعارضة السورية والمجتمع المدني أسماء 50 عضوا في اللجنة الدستورية
وقال ”أعتقد أن ثلاثي آستانة والمجموعة الصغيرة ستعبران عن استمرار دعمهما الكامل للعملية الدستورية والعملية السياسية الأشمل“ , وفي الأسابيع القليلة الماضية، أجرى بيدرسون محادثات مع وزير خارجية النظام وليد المعلم في دمشق وشخصيات من هيئة المعارضة السورية العليا للمفاوضات في الرياض بشأن اللجنة الدستورية الجديدة وإطلاق سراح السجناء لبناء الثقة , وأضاف أن كل جانب أفرج عن نحو 50 سجينا على أربع مرات متعاقبة خلال العام الأخير مضيفا ”أناشد الجانبين الإفراج عن أعداد أكبر“.