حذّرت منظمة “منسقو استجابة سوريا” من أزمة اقتصادية قد تتعرض لها مناطق شمال غرب سوريا من جراء ارتفاع أسعار مختلف مواد المعيشة اليومية الأساسية بشكل كبير.
وقال الفريق في منشور على “الفيسبوك”، إن هناك زيادة ملحوظة في معدلات التضخم وانخفاض القوة الشرائية للمدنيين في المنطقة، في ظل بوادر انهيار اقتصادي تشهده مناطق شمال غرب سوريا، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية،.
وأشار إلى أن “أغلب العائلات في المنطقة بشكل عام ونازحي المخيمات بشكل خاص أصبحوا غير قادرين على تأمين المستلزمات الأساسية وفي مقدمتها المواد الغذائية والتدفئة لضمان بقاء واستمرار تلك العائلات على قيد الحياة”.
ولفت إلى أن النازحين في المخيمات “تنتظرهم أوضاع إنسانية بالغة السوء بالتزامن مع بدء الهطولات المطرية في المنطقة”.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته أمام المدنيين في المنطقة، والمنظمات الإنسانية لـ “زيادة الفعاليات الإنسانية بشكل عاجل في مخيمات شمال غرب سوريا والتي يقطنها أكثر من مليون ونصف مدني لمواجهة فصل الشتاء”.
الفقر شمال غرب سوريا
وتصل نسبة الفقر في شمال غرب سوريا إلى أكثر من 97% في المئة، ويرافقها ارتفاع يومي في أسعار المواد الغذائية وصل إلى 400 % خلال الأشهر الماضية.
يأتي هذا التضخم الكبير والمتسارع بسبب اعتماد سكان شمال غربي سوريا الليرة التركية منذ حزيران 2020 في معاملاتهم النقدية، بدلاً من الليرة السورية التي شهدت تراجعاً مؤخراً أمام الدولار الأميركي.
الأمم المتحدة تحذر
وفي 28 من الشهر الماضي، حذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، من شتاء قارس ينتظر السوريين في ظل استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية.
وفي إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، قال غريفيث، “سيواجه السوريون قريبًا شتاءً قارسًا آخر، فمع بدء درجات الحرارة في الانخفاض، سيؤدي هطول الأمطار والبرد والشتاء إلى تفاقم المصاعب التي يواجهها ملايين الأشخاص”.
وقال بهذا الصدد، “نحن بحاجة إلى حقنة عاجلة من المساعدات المنقذة للحياة، خاصة وأن السوريين يستعدون لفصل الشتاء”.
اقرأ أيضاً الأمم المتحدة: 4 أسباب تفرض زيادة الاحتياجات الإنسانية في سوريا
يذكر أنه في كل فصل شتاء من كل عام يعاني ساكنو المخيمات في الشمال السوري من الأحوال الجوية السيئة (أمطار وثلوج وسيول وفيضانات)، وسط مناشدات مستمرة للمنظمات الإنسانية والمجالس المحلية لـ تخفيف المعاناة وتوفير الأدوية ووسائل التدفئة.