فتح النظام السوري، أمس الجمعة، الباب أمام الراغبين من أهالي الحجر الأسود جنوب دمشق بالعودة إلى منازلهم، مشترطاُ في الوقت ذاته الحصول على موافقة من محافظة ريف دمشق.
وقال رئيس مجلس مدينة الحجر الأسود، خالد خميس: “إن محافظة ريف دمشق باشرت بمنح الموافقات لعدد من عائلات حي الحجر الأسود بريف دمشق بالعودة إلى منازلها وممتلكاتها وترميمها”.
وأضاف خميس أن نسبة ترحيل الأنقاض والأتربة والردميات من شوارع المدينة الرئيسية والفرعية مازالت متواصلة، وتجاوزت نسبتها بأحياء الثورة وتشرين والجولان الجنوبي والجولان الشمالي والاستقلال حاجز الـ 60 في المئة.
وأشار إلى أنه ستتم المباشرة في إزالة الأبنية الآيلة للسقوط والأبنية المهدمة التي تغلق الشوارع الفرعية، كما ستقوم تربية ريف دمشق بإعادة تأهيل ثلاث مدارس تابعة لها، وكذلك تربية القنيطرة ستعيد تأهيل أربع مدارس حالياً في الحي.
ويأتي ذلك بعد منع الأهالي لأعوام من دخول المدينة، إلّا في حالات استثنائية سمح خلالها للبعض بالعودة إلى حيي الثورة وتشرين “لترميم منازلهم”، دون السماح لهم بالاستقرار، في حين لم يسمح لأصحاب المنازل التي تحتاج إلى إعادة إعمار كامل بدخول المدينة، والذين تقدّر نسبتهم بنحو 40 بالمئة من الأهالي.
وطلبت المحافظة من أهالي المنطقة اصطحاب الأوراق الثبوتية المصدقة التي تؤكد ملكيتهم للمنازل مع بيان عائلي وصور للبطاقات الشخصية ليتمكنوا من تعبئة الاستمارة.
ويشتكي عدد من أهالي “الحجر الأسود”، في تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، من الحال التي وصلت إليها بيوتهم جراء عمليات “التعفيش”، فقد تسببت سرقة الحديد من الأسقف بهدم بعض المنازل التي قاومت ظروف الحرب.
وسيطرت قوات النظام بشكل كامل على منطقة الحجر الأسود ومخيم “اليرموك” جنوب دمشق، في أيار 2018، بعد عملية عسكرية استمرت شهرًا، طُرد خلالها تنظيم “داعش” من المخيم، غداة اتفاق، نُقل بموجبه عناصر التنظيم إلى بادية السويداء.
وكان يقدّر عدد سكان الحجر الأسود قبل عام 2011 بنحو 200 ألف شخص، أغلبهم من أهالي الجولان المحتل وخليط من العديد من سكان المحافظات السورية ومن اللاجئين الفلسطينيين، ويعتبر من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في مدينة دمشق.