تتحكم مخابرات النظام السوري، بآلية توزيع المساعدات الإنسانية في سوريا لمستحقيها، ما نتج عنه حرمان كثير من العائلات في مختلف المحافظات السورية من الحصول على مستحقاتهم من الهلال الأحمر السوري، لـ “أسباب أمنية”.
وقال عامل مستودع سابق لدى الهلال الأحمر السوري في مدينة حلب، بين عامي 2007 و2013، إن ضباطاً في الفروع الأمنية هم من يقررون لمن وكيف ستوزع المعونات بمختلف أنواعها.
وأشار بحسب مانقل عنه موقع راديو “روزنة”، إلى أن الهلال الأحمر السوري في معظم أحواله غير مستقل، بسبب تحكم النظام السوري وأجهزته الأمنية بآلية عمله.
وكشف العامل، عن أن البعض من عناصر الهلال الأحمر، هم عبارة عن مُخبرين للنظام، ويقدمون تقاريراً دورية للأجهزة الأمنية عن موظفي المنظمة.
ولفت إلى أن هذه التقارير، ترتبط بآليات عمل الموظفين وتحركاتهم، وهو ما تسبب باعتقال العديد من أفراد المنظمة وإصدار قرارات بحظر عمل وسفر بعض منهم.
تحكم مخابرات النظام السوري بالمساعدات كوسيلة عقاب
وكان سلّط تقريران نشرتهما منظمتا هيومن رايتس ووتش وتشاتام هاوس ، في آب من عام 2019، الضوء على كيفية تلاعب مخابرات النظام السوري، بفعالية بجهود الإغاثة الإنسانية المقدّرة بمليارات الدولارات في سوريا.
و تتلاعب الحكومة السورية بتدفق المساعدات الإنسانية لمعاقبة فئة السكان الذين تعتبرهم معادين لها، عبر أدوات الضغط الأمني والعسكري، وفق التقريرين.
وتوضح وثائق نشرها “المركز السوري للعدالة والمساءلة”، كيف أن أجهزة مخابرات النظام، التي ارتكب أفرادها بعض أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان خلال النزاع، تلعب دوراً رئيسياً في توجيه ومراقبة جهود المساعدات الإنسانية في سوريا.
اقرأ أيضاً “سلل غذائية”.. معونات السوريين في دمشق تُباع على بسطات الشوارع
الهلال الأحمر السوري في سطور
والهلال الأحمر السوري، هو منظمة غير حكومية مستقلة، مقرها دمشق، تعمل باعتبارها مساعدة للسلطات العامة، وتقدم مجموعة من الخدمات الإنسانية، بما يشمل برامج الصحة والرعاية الاجتماعية وأعمال الإغاثة في حالات الكوارث.
وتأسست منظمة “الهلال الأحمر” في عام 1942، ودخلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عام 1946.
وتعمل المنظمة مع “الاتحاد الدولي” و”اللجنة الدولية للصليب الأحمر” ومنظمات الأمم المتحدة، ولها علاقات مع النظام السوري كون نشاطها الأساسي يتركز في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا.