ارتفعت حصيلة الاشتباكات في المنطقة الخضراء وسط بغداد، والتي بدأت أمس الإثنين، إلى 23 قتيلاً من أنصار التيار الصدري، فيما أصيب نحو 350 آخرين بجروح.
وذكرت مصادر طبية في بغداد، أن نحو 350 متظاهراً من أصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أصيبوا، بعضهم بالرصاص والبعض الآخر جرّاء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وسادت حالة من الفوضى عقب إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي، ما أثار الغضب بين أنصاره الذين اقتحموا القصر الحكومي فيما فرض الجيش حظر تجول عاماً، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
إطلاق صفارت الإنذار فوق السفارة الأمريكية
وأفاد مراسلو وكالة “فرانس برس” عن إطلاق نار بالذخيرة الحية عند مداخل المنطقة الخضراء التي تخضع لحراسة مشددة وتضمّ مقارّ حكومية وسفارات.
إلى ذلك، كشف مصدر أمني أن إطلاق صفارات إنذار السفارة الأميركية ببغداد فجر اليوم كان ضد أهداف جوية،
وقالت خلية الإعلام الأمني في العراق اليوم الثلاثاء ،إن المنطقة الخضراء في بغداد تعرضت لقصف بأربعة صواريخ سقطت في المجمع السكني وأسفرت عن أضرار.
ردود الأفعال
وأمس الإثنين، أعلن البيت الأبيض، أنه “لا إخلاء حاليا للسفارة الأميركية في العراق”، لافتاً إلى أن “التقارير بشأن الاضطرابات في العراق مقلقة والوقت الآن للحوار وليس للمواجهة”.
من جانبه، حث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال لقائه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين على الحوار بين جميع التيارات السياسية، مشيراً إلى أنه هو السبيل الوحيد لاستتباب الأمن والاستقرار في العراق.
وشدد رئيسي على أنه “يجب أن يكون الحوار على أساس الدستور والتفاهم لتشكيل حكومة جديدة لحل مشكلات الشعب العراقي”.
بدوره، قال المتحدث باسم الجامعة العربية، أحمد رشدي، إن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط يتابع بمزيد من القلق التطورات المتلاحقة والخطيرة على الساحة العراقية، وأنه يدعو جميع الأطراف العراقية إلى تغليب المصلحة الوطنية على أية اعتبارات أخرى.
وفي السياق، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم بلاده لأمن واستقرار وسلامة الشعب العراقي.
هذا، وذكر إعلام رئاسة الجمهورية العراقية في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “رئيس الجمهورية برهم صالح، تلقى مساء الاثنين، اتصالاً هاتفياً من رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي”.
في حين، حذرت وزارة الخارجية التركية، اليوم الثلاثاء، رعايا بلادها من السفر إلى العاصمة العراقية بغداد، على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية فيها.
الأزمة السياسية في العراق
ويشهد العراق أزمة سياسية زادت حدتها منذ 30 تموز الماضي، وبدأ أتباع التيار الصدري منذ أواخر تموز الماضي، اعتصاما ما زال متواصلا داخل المنطقة الخضراء.
وجاء الاعتصام على خلفية رفض الصدر، لترشيح الإطار التنسيقي المحسوب على إيران، محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
وحالت الخلافات بين القوى السياسية ولا سيما الشيعية منها دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في تشرين الأول 2021.