توصلت حكومات الأردن ولبنان والنظام السوري اليوم الخميس لاتفاق نهائي لتزويد لبنان بالكهرباء عبر سوريا، بعد أن حصل المشروع على ضوء أخضر أمريكي، بعد أن استثنته واشنطن من عقوبات قانون “قيصر”.
وقال وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة، في مؤتمر صحفي من عمان مع نظرائه في لبنان وسوريا، إن كمية الطاقة الكهربائية التي سيزود الأردن بها لبنان تبلغ نحو 150 ميغاواط من منتصف الليل حتى الساعة السادسة صباحاً، و250 ميغاواط من الساعة السادسة صباحاً إلى منتصف الليل.
ولفت إلى وجود قضايا فنية لا بد من العمل عليها بحيث تكون الشبكات الكهربائية جاهزة بنهاية العام الحالي، ليتم بعد ذلك بدء استجرار الكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا.
البنك الدولي سيمول المشروع
بدوره، كشف وزير الطاقة اللبناني وليد فياض في المؤتمر الصحفي، إن كلفة مشروع نقل الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سوريا حصلت على موافقة البنك الدولي لتغطيتها، مشيرا إلى أن الأخير شارك في الاجتماع وسيمول المشروع،
أما وزير الكهرباء في حكومة النظام غسان الزامل، فتحدث عن تسهيل الإجراءات لحل المشكلة الكهربائية في لبنان، وتأمين جزء من احتياجاته عن طريق الأردن، مضيفاً “لن نكون حجر عثرة” بهذا الاتفاق.
وأضاف الزامل أن الشبكة الكهربائية ستكون جاهزة في نهاية العام الحالي، والورشات تعمل بشكل دائم منذ اليوم الأول.
مشروع الغاز والدور الإسرائيلي
وكانت صحيفة الشرق الأوسط، نقلت أمس الأربعاء عن مسؤول غربي قوله إن مسؤولاً روسياً رفيع المستوى كشف في اجتماع رسمي، عن أن “إسرائيل هي التي شجعت روسيا وأمريكا على فرض سلطة حكومة النظام السورية في الجنوب وإمداد لبنان بالطاقة، لاعتقادها أن هذا يساهم في مواجهة نفوذ إيران في البلدين”.
كما اطلع مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، ويليم بيرنز، على الجهود المبذولة في صفقة الغاز، المدعومة من مسؤول الشرق الأوسط، بريت ماكغورك.
وربطت الصحيفة الجهود المبذولة لتوفير الاستقرار جنوب سوريا، إذ سيعبر منها خط شبكتي الغاز والكهرباء، وقيادة روسيا تسويات المطلوبين في درعا، لإعادة وجود قوات النظام إلى الحدود الأردنية السورية، بدلًا من المعارضة، وبدئها لمشروع تفكيك الألغام، وبين عودة العلاقات بين الأردن والنظام السوري والمباحثات المصرية الأردنية السورية اللبنانية لحل العقد الفنية أمام تشغيل خط الغاز.
واعتبرت أن تعهد واشنطن لموسكو بتقديم دعم من البنك الدولي لتمويل المشروع، وحديث السفيرة الأمريكية في لبنان، دوروثي شيا، مع الرئيس اللبناني جاء بعد محادثات هاتفية مع وزيري الطاقة المصري والإسرائيلي لبحث “الخطط المستقبلية لاستقبال الغاز الإسرائيلي لإسالته في مصانع مصرية لإعادة تصديره”.
وأفادت مصادر إسرائيلية للصحيفة، أن الخطط شملت “نقل الغاز الإسرائيلي عبر مصانع الغاز الطبيعي في مصر لتصديره إلى دولة ثالثة”.
وتوصلت الدول في بداية عام 2018 إلى اتفاق يقضي بأن يورد الجانب الإسرائيلي 64 مليار متر مكعب سنويًا من حقلي غاز “تمار”وليفياثان” في شرق المتوسط إلى مصر، بقيمة 15 مليار دولار أمريكي، ولمدة عشر سنوات.
وأعلنت القاهرة بعد توصلها للاكتفاء الذاتي أن “استيراد الغاز من إسرائيل يجعلها مركزًا إقليميًا للطاقة ولاعبًا قويًا في الانتفاع من حقول الغاز في شرق المتوسط”، عبر تصديره إلى أوروبا، وتأسيس منتدى “غاز الشرق الأوسط ” عام 2019.