أقدمت طفلة يافعة في العقد الثاني من عمرها على الانتحار جرّاء تناولها “مادة سامة”، أمس الثلاثاء جنوب مدينة إدلب شمال سوريا.
وذكرت صفحات محلية على “فيسبوك” تختص بأخبار محافظة إدلب، أن طفلة تبلغ من العمر 14 عاماً تناولت نصف حبة غاز بعد صدور نتيجة تحصيلها العلمي، سيما أن والدها توعد بمعاقبتها في حال حصولها على معدل منخفض في نهاية السنة التعليمية.
وعمدت الطفلة والتي تنحدر من بلدة كفر جالس جنوب إدلب على ابتلاع نصف حبة الغاز ومن ثم إخبار والدتها، ليتم نقلها إلى المشفى لتفارق الحياة هناك.
حالات انتحار الأطفال شمال غرب سوريا
كان فريق “ منسقي استجابة سوريا” وثق 33 محاولة انتحار في شمال غرب سوريا منذ مطلع العام الجاري 2022.
وذكر الفريق في بيان أن 26 حالة من محاولات الانتحار أدت إلى الوفاة، كان من بين أصحابها 9 أطفال و 10 سيدات، بينما فشلت 7 محاولات، من بينها حالات لـ4 نساء.
كما ساهمت الآثار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والبطالة والفقر وازدياد حالات العنف الأسري والاستخدام السيئ للتكنولوجيا في زيادتها بحسب الفريق.
والعام الماضي، حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال”، من ارتفاع أعداد حالات الانتحار بين الأطفال السوريين، في مناطق شمال غرب سوريا.
وأوضحت المنظمة أن واحدة من كل خمس محاولات انتحار ووفيات مسجلة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020، تعود للأطفال، و42% ممن حاول الانتحار تبلغ أعمارهم دون 15 عامًا.
أسباب ارتفاع الانتحار بين الأطفال
ووفق المنظمة، فقد لعب الفقر، ونقص التعليم والتوظيف، والعنف المنزلي، والزواج المبكر، والعلاقات المحطمة، والتنمر في المجتمعات التي تعاني منذ عشرات السنين، دورا جوهريا في انتحار الأطفال شمال غرب سوريا.
مديرة الاستجابة لسوريا في منظمة “أنقذوا الأطفال”، سونيا كوش، قالت إنه “لأمر محزن للغاية أن يصل الأطفال إلى نقطة لايرون فيها مخرجًا آخر من حياة لا يمكنهم فيها الحصول على التعليم أو الغذاء الكافي أو المأوى المناسب”.
ووفقا لخبراء الصحة النفسية، فإن على الجهات المانحة والمجتمع الدولي، زيادة استثماراتهم في برامج الصحة العقلية في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا، لمحاولة منع الأسباب المحتملة لمشاكل الصحية النفسية التي تواجه الأطفال والنساء خصوصا.