أعلن مسؤول أميركي أن عدد قوات بلاده المتواجدة في سورية لايزال مستقرا تقريبا عند أقل من ألف عنصر بقليل بعد 3 أسابيع من إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحابها بالكامل ثم تراجعه عن الانسحاب الكامل ، وإقراره حماية حقول النفط ما حمل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على إرسال تعزيزات إضافية إلى تلك المنطقة , وبدأت التعزيزات بالوصول إلى محافظة دير الزور بينما أرسل بعض الجنود إلى الشمال للمساعدة في تأمين عملية الانسحاب من تلك المنطقة ، كما نقل البعض الآخر من سورية إلى شمال العراق لكن بالمجمل، لم يتغير عدد الجنود الأميركيين المتواجدين في سورية عما كان عليه قبل إعلان الانسحاب في منتصف تشرين الأول أكتوبر. وقال المسؤول : “لايزال العدد عند أقل من ألف بينما يتواصل الانسحاب”
وفي وقت سابق أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أول من أمس أن القافلة الأمريكية، التي كانت تتحرك على طول طريق “إم 4″ باتجاه الحدود العراقية، لم تصب جراء القصف المدفعي الذي تعرضت له بشمال شرقي سورية , وقال ممثل القيادة المركزية الإثنين : ” في يوم الأحد 3 نوفمبر الجاري ، تعرضت دورية أمريكية بشمال شرق سورية لعدة هجمات بالمدفعية ، وقد سقطت القذائف على بعد كيلومتر واحد أو أكثر من الطريق الذي كانت الدورية تتحرك فيه” ، مشيرا إلى أن” الدورية لم تصب بأذى” , ولفت إلى أن “قوات التحالف تحتفظ بحقها المشروع في الدفاع عن النفس”.
وذكرت مصادر محلية أن القافلة الأمريكية التي تعرضت أمس للقصف غادرت ، إلى شمال العراق عبر معبر الوليد الحدودي , وفي وقت سابق قال المركز الروسي في سورية على لسان رئيسه اللواء يوري بورينكوف : “تلقينا معلومات من الجانب الأمريكي عبر قنوات تجنب الاشتباك تفيد بأنه ، في يوم 3 تشرين الثاني نوفمبر، تعرضت قافلة عسكرية أمريكية، كانت تتحرك على طول طريق (إم 4) باتجاه الحدود العراقية (شمال شرقي سورية)، على بعد ستة كيلومترات غرب منطقة تل تمر، لهجوم من منطقة يسيطر عليها مسلحون موالون لتركيا ، ولم تقع أية إصابات”
وأفادت مصادر المعارضة السورية بإطلاق الولايات المتحدة ، خلال الأيام الماضية ، العمل على إنشاء قاعدتين عسكريتين جديدتين شرق سورية ، تزامنا مع استمرار عملية انسحاب القوات الأمريكية من البلاد , ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن مصادر محلية الاثنين ، تأكيدها أن الولايات المتحدة عززت وجودها العسكري في محافظة دير الزور الغنية بالنفط ، وبدأت ببناء قاعدتين جديدتين للجيش الأمريكي في المحافظة الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” التي تهيمن عليها ميليشيات حزب العمال الكردستاني حليفة واشنطن في الحرب على تنظيم “داعش”.
وأوضحت مصادر الوكالة أن القاعدة الأولى تجري إقامتها في بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي ، وتبنى القاعدة الثانية في مقر اللواء 113 الذي كان يتبع لجيش النظام بريف دير الزور الشمالي الغربي , وأشارت إلى أن الجيش الأمريكي أرسل تعزيزات إلى دير الزور بلغ قوامها نحو 250 جنديا، وآليات ومصفحات وراجمات صواريخ , وتأتي هذه المعلومات تأكيدا لما ذكرته صحيفة “الوطن” التابعة للنظام ، التي قالت الأسبوع الماضي إن “القوات الأمريكية بدأت إنشاء قاعدتين عسكريتين” في دير الزور
وأفادت الصحيفة بأن القاعدة الأولى تقع في بلدة الباغوز شرقي دير الزور، على الحدود السورية العراقية وبالقرب من المخيم الذي يحوي أسرى تنظيم “داعش” ، في حين تقع القاعدة الثانية داخل اللواء 113 في منطقة الشهابات , ويتواجد الجيش الأمريكي في عدد من القواعد والنقاط العسكرية في دير الزور بعد طرد تنظيم “داعش” من المحافظة تدريجيا على مدار 3 سنوات , وتعود أهمية هذه المنطقة إلى احتضانها حقولا نفطية أبرزها العمر وكونكو والجفرة والتنك ، وسبق أن أكدت الولايات المتحدة رسميا أن دور قواتها المتبقية في سورية يكمن في ضمان السيطرة على هذه المواقع ، بما في ذلك منع وصول قوات الأسد أو روسيا إليها.