قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، إن الولايات المتحدة تسعى لتشكيل “تحالف غربي” بهدف إنشاء منطقة عازلة شمال شرق سورية، كما أنه لم يتم الموافقة على الطرح الأمريكي إلى الآن على الرغم من الوعود المقدمة بتقديم مساعدات أمريكية.
والخطة التي لم يتم الكشف عنها بشكل مسبق، تضع إدارة الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) أمام تحدي جديد، فمن ناحية ترضي (ترامب) بقراره بسحب القوات العسكرية الأمريكية من سورية، ومن ناحية أخرى تجنب المنطقة سلبيات الانسحاب، بما في ذلك إتاحة المجال أمام عودة “تنظيم داعش” أو اندلاع حرب بين المقاتلين الأكراد وتركيا.
وتأمل الإدارة أن تتمكن من إقناع الدول الحليفة بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وأستراليا، لتحمل المسؤولية في الشمال السوري، خطوة من الممكن، بحسب الصحيفة، أن تطمئن تركيا من التحركات الكردية الانفصالية في سورية وفي الوقت نفسه تبعد القوات العسكرية التركية عن المقاتلين الأكراد من المدعومين من الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة، إن تركيا اعترضت على هذا المقترح بعد أن سعت لإنشاء منطقة عازلة وفق شروطها.
وأكد دبلوماسي أوروبي للصحيفة، قيام الولايات المتحدة بإجراء محادثات مع الدول الأوروبية حول إنشاء منطقة عازلة؛ إلا أنها لم تتلق رد سمي إلى الآن، منوهاً إلى أن المحادثات لا تزال مستمرة.
وستقوم قوات التحالف، بموجب الخطة الجديدة، بإنشاء منطقة عازلة شمال سورية تصل إلى حوالي 32 كم جنوب الحدود التركية، وتمتد من نهر الفرات إلى الشرق باتجاه الحدود العراقية، وذلك بحسب ما قال مسؤولون أمريكيون للصحيفة.
ومن المفترض أن تقدم الولايات المتحدة الدعم الاستخباراتي والمراقبة والاستطلاع، المعروفين اختصارا بـ “ISR”. وذلك من خلال استخدام طائرات بدون طيار وتقنيات مشابهة، بالإضافة إلى تقديم المساعدة عبر قوات التدخل السريع في حال حصول أي تطور طارئ.
وقال المسؤولون، إن الولايات المتحدة من الممكن أن تقدم الدعم اللوجيستي، مثل إجلاء المصابين. وبحسب عدة مسؤولين آخرين، ستتمركز الأصول الأمريكية في العراق.
وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال (جوزيف دانفورد) قد عاد من رحلة قام بها الأسبوع الماضي إلى بروكسل. التقى فيها عدداً من قادة الدول الأوربية، بهدف إقناعهم بفعالية الخطة.
وبحسب الصحيفة، تعتمد الولايات المتحدة على الحاجة إلى توفير منطقة عازلة، بهدف القيام بالعمليات الإنسانية، خصوصاً أن 3.5 مليون لاجئ من الممكن أن يغرقوا المدن الأوروبية، إذا لم تتوفر لهم الحماية اللازمة.
وفيما رفض المسؤولون في البنتاغون ومسؤولو وزارة الخارجية التعليق رسمياً على الخطة الجديدة، أكد عدة مسؤولين أمريكيين صحتها للصحيفة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة (بات شاناهان)، إن واشنطن تتحدث مع عدد من العواصم الأجنبية، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد يوم (الثلاثاء) في البنتاغون.
وأضاف “هنالك محادثات هامة تجري في العواصم الأوربية الكبرى حول دعم ذلك الجزء من سورية، بالإضافة إلى نقاشات مهمة للغاية تجري مع نظرائنا من “قوات سورية الديمقراطية” في شمال شرق سوريا”. وفق “اورينت”.