قالت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أنها قدمت المساعدات الطارئة بما فيها الغذاء والنقود لأكثر من 180 ألفا من النازحين الجدد , وتخصيص حصص إضافية جاهزة للأكل لأكثر من نصف مليون شخص لمدة تصل إلى خمسة أيام ، تحسبا لمزيد من النزوح , وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ، الثلاثاء بفرار 284 ألف شخص من منازلهم جنوبي محافظة إدلب باتجاه الشمال في الفترة الواقعة بين 1 و29 كانون أول/ ديسمبر. 76% منهم نساء وأطفال
وفي وقت سابق الخميس ، ذكر بيان أصدره ستيفان دوغريك ، المتحدث باسم الأمين العام ، أن الأمم المتحدة “قلقة للغاية إزاء التقارير التي تفيد بأن العديد من النساء والأطفال قتلوا أو أصيبوا جراء القصف الذي وقع في الأول من كانون الثاني/ يناير، وضرب واجهة مدرسة في سرمين” , وأوضح البيان أن “المدرسة كانت تستخدم ملجأ للعائلات النازحة حديثا” , وحثت الأمم المتحدة “جميع الأطراف ، وتلك التي لها تأثير عليها ، على ضمان حماية المدنيين”.
ومنذ نحو 20 يوما ، تتعرض إدلب لقصف مكثف من قبل نظام الأسد وروسيا ، يستهدف مبان سكنية مدنية ومرافق حيوية بشكل مباشر , وقد تم تشريد حوالي 300،000 شخص من جنوب إدلب منذ 12 كانون الأول/ ديسمبر، وفقا للتقديرات الحالية. وكان الأطفال والنساء الأكثر تضررا. وأكثر من نصف النازحين ، أي ما لا يقل عن 175 ألفا ، هم من الأطفال , وتفيد التقارير بأن مدينة معرة النعمان والمناطق المحيطة بها خالية تقريبا من المدنيين حيث تفر العائلات شمالا إلى برّ الأمان.
وقد أضيفت حالات النزوح الجديدة إلى أكثر من 400 ألف من النساء والأطفال والرجال الذين شردتهم الغارات الجوية والهجمات البرية التي تشنها قوات الأسد وروسيا , أعمال القتال بين نهاية نيسان / أبريل وأوائل كانون الأول / ديسمبر من العام الماضي- العديد منهم شُرد عدة مرات. وخلال نفس الفترة ، سجلت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أكثر من 1330 وفاة بين صفوف المدنيين
وتؤدي ظروف الشتاء إلى تفاقم الوضع الإنساني الأليم ، حيث تفرّ العائلات في ظل هطول الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة التي تصل إلى مستوى التجمد خلال الليل , ويواجه الأشخاص الذين انتقلوا إلى الشمال الآن وضعا صعبا جدا بسبب الأمطار وبرودة الطقس. وتفيد التقارير بأن الكثير منهم يعيشون في مخيمات ، ومبانٍ غير مكتملة أو مدمرة جزئيا ، وفي خيام ، وتحت الأشجار، وفي العراء ، ونزح معظم سكان جنوبي وشرقي إدلب تجاه المناطق الأكثر أمنا، وإلى الحدود السورية ـ التركية