syria press_ أنباء سوريا
تصاعدت وتيرة الأحداث في القدس وفي المسجد الأقصى مؤخراً، وتأتي إدانة النظام السوري لما تقوم به إسرائيل خارج سياق العلاقة بين نظام الأسد الأب والابن بالفلسطينيين وإسرائيل، فما زلنا حتى اليوم نذكر تصريحات رامي مخلوف لصحيفة نيويورك تايمز أول أيام الثورة، عندما قال: (أمن سوريا من أمن إسرائيل)، وكيف كان يعني تماماً ما يقول.
كما لم يدخر نظام الأسد الأب جهداً منذ أن استولى على الحكم لتقويض المقاومة الفلسطينية وإنهائها، ولا سيما ما فعله تجاه منظمة التحرير الفلسطينيّة في لبنان، عندما أرسل قوّاته إليها عام 1976، وتحالف مع المارونيين من حزب الكتائب، محقّقاً للصهاينة أطماعهم بمحاصرة الفلسطينيين وقتلهم، فكانت المجازر الوحشيّة التي أزالت مخيمي “تلّ الزعتر وجسر الباشا” من الوجود، وكان عدد ضحايا تلّ الزعتر وحده 3000 فلسطينيٍّ، قضوا بين ذبحٍ وإعدامٍ ميدانيٍّ، وانتهكت أعراض العديد من النساء وقتها، وفي عام 1982 تآمر حزب الله مع الأسد الأب، فحصدوا أرواح آلاف الفلسطينيين في مجزرة صبرا وشاتيلا، وامتداداً لهذه الجرائم، وثقت مجموعة “العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، في منتصف 2019، مقتل 15 لاجئاً فلسطينياً تحت التعذيب في سجون النظام السوري، خلال شهر أيار 2019.
وقالت المجموعة في هذا التقرير، إنّ حصيلة ضحايا التعذيب في سجون النظام السوري من اللاجئين الفلسطينيين بلغت 606 أشخاص، بينهم نساء وأطفال، وذلك منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، كما بلغ عدد المعتقلات الفلسطينيات في سجون النظام السوري 107 معتقلات، وبلغت حصيلة المعتقلين من أول الثورة وحتى منتصف عام 2019، ما يقدر بـ1711 لاجئاً فلسطينياً، أما الشهداء فبلغ عددهم أكثر من 3950، أغلبهم من المدنيين.
ويشير التقرير إلى أنّ النظام يواصل الإخفاء القسري بحق أكثر من 1730 لاجئاً فلسطينياً، والحصيلة الإجمالية لضحايا التعذيب الفلسطينيين 570 لاجئاً، بينهم أطفال وكبار في السن، وتجاوز عدد ضحايا حصار بعض المخيمات، وفي مقدمتها مخيم اليرموك، مائتي ضحية، شكّلت النساء 32 بالمئة، بمعدل 68 امرأة من كافة الأعمار، كما قام نظام الأسد بقصف مخيم اليرموك وتشريد أهله بالتآمر مع شبيحة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ويصل عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا سوريا باتجاه أوروبا إلى 80 ألفاً، أما اللاجئون الفلسطينيون في دول الجوار (تركيا، لبنان، الأردن) فيصل مجموعهم إلى أكثر من 57 ألفاً، وفي غزة ومصر نحو 7000، بحسب أرقام “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”.
خارج سوريا، قضت 33 امرأة فلسطينية أثناء محاولتهن السفر لأوروبا، 10 منهن بين الشواطئ الليبية والمالطية والمصرية واليونانية والإيطالية.
كل هذا تاريخٌ ليس خافياً على أحدٍ، فكلنا نذكر والعالم يذكر كيف باع حافظ الأسد الجولان، وكيف ركب مصطلح الممانعة والمقاومة، كحصان طروادة، ليمرّر به كلّ وسائل القمع والحصار والتعذيب لشعبه، وليفرض عليهم قانون الطوارئ ونظام التقشّف لتسليح الجيش، دون أن يقدم على تحريك ساكن لاستعادة الجولان أو تحرير فلسطين، وليبقى محتفظاً بحق الرد على كل الضربات التي يتلقاها على أرضه بين الحين والآخر، وذلك في أكذوبةٍ عالميّةٍ نسج خيوطها بمشاركة حزب الله وإيران التي تفتخر بأحد فيالق حرسها الثوريّ أنّه يحمل اسم القدس دون أنْ يقدّم أيّ جهدٍ أو محاولةٍ لتحرير القدس، أو مواجهة منْ يحتلّها طيلة عقودٍ، ولا حتّى على سبيل تشتيت قوة العدوّ، أو فتح أكثر منْ جبهةٍ عليه.
واليوم إسرائيل بعد تطبيعها مع بعض الدول العربية تجسّ نبض الشعوب والحكومات معاً لترى هل هناك من سيحرك ساكناً من المحيط إلى الخليج؟ هل ستجتمع جامعتنا الموقرة؟ هل سنطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن؟ هل ستهرع منظمة العالم الإسلامي لإصدار بيانات، على الأقل؟ هل هناك من سيعرقل مسيرة التطبيع؟ هل من أحد سيستدعي السفير الإسرائيلي؟ هل من مظاهرات ستقلق راحة السفارات الإسرائيلية في دول العالم؟ إلى أي مدى سيُترك الشعب الفلسطيني وحده في وجه سطوتهم وجبروتهم وعدوانهم؟
وكما توقعوا ويتوقعون.. الشعوب العربية ستحدث ضجة على وسائل التواصل وسيُترك الشعب الفلسطيني وحده في وجه مدافعهم، بينما يستمر العدوان الإسرائيلي في تجميع نقاط إضافية لخوض الانتخابات، ويستمر العدوان بممارساته تجاه هذا الشعب العظيم الذي كلنا ثقة أنه لم ولن يهون.
سهير أومري _ ليفانت