انخفض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي، بصورة متسارعة، لتخسر 6% من قيمتها، خلال تعاملات بداية الأسبوع , وارتفع الدولار 58 ليرة ، ليصبح مساء الاثنين ما بين 1050 – 1065 ليرة شراء، و1070 – 1080 ليرة للمبيع , ووصل سعر صرف الليرة , يوم الثلاثاء إلى 1090 ليرة للدولار الأمريكي الواحد، لأول مرة في تاريخ العملة المحلية منذ الاستقلال , وقال مصرفيون ومحللون ان سعر الصرف في سورية تأثر بشكل مباشر بتطورات الوضع المالي في لبنان ، لذلك رجحوا أن يستمر انخفاض سعر صرف الليرة السورية
واعتباراً من يوم الأربعاء ، سيبدأ تنفيذ تعميم أصدره مصرف لبنان المركزي، ويقضي بأن يُسدد وكلاء شركات تحويل الأموال الحوالات الواردة من الخارج نقداً بالدولار الأمريكي , وقالت صحيفة “النهار” اللبنانية إن سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية هبط إلى 2300 للدولار الواحد ، مساء الثلاثاء، بعد أن بلغ ذروته صباحاً عند 2500 ليرة لبنانية للدولار الواحد , وأرجعت الصحيفة سبب انخفاض الدولار إلى التنفيذ المرتقب لتعميم مصرف لبنان الخاص بتسديد الحوالات الواردة من الخارج بالدولار.
وأشارت الصحيفة إلى تحركات في القطاع المصرفي اللبناني، بغية تخفيض سعر صرف الدولار، الذي سجل مستويات قياسية مقابل الليرة اللبنانية , وقالت الصحيفة إن جمعية المصارف اللبنانية نفت يوم الثلاثاء الأخبار التي تمّ تداولها عن إضراب للمصارف ، كما التقى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وفداً من نقابة الصيارفة الذي تعهّد، بناءً على طلب سلامة، باتخاذ إجراءات لتخفيض سعر صرف الدولار , ونقلت مصادر إعلامية عربية مشاهد لصدامات أمام مصرف بيروت المركزي، في قلب العاصمة اللبنانية، مساء الثلاثاء.
وشهدت الأسواق السورية فوضى في تحديد سعر الصرف، إذ اتسع الفارق بين صرّاف وآخر، ومنطقة وأخرى، ليصبح ما بين 10 إلى 15 ليرة، مع محدودية في عمليات بيع الدولار لغير المتعاملين به، واقتصار معظم التعاملات على شراء الدولار من جانب تجار العملة، مع تبدل مضطرب في الأسعار , وتزامن انهيار سعر صرف الليرة السورية مع ارتفاع قياسي في سعر الذهب الذي بلغ سعر الغرام منه أكثر من 40 ألف ليرة سورية.
ولامست العملة السورية حاجز الألف ومئة ليرة مقابل الدولار مطلع الشهر الماضي، ولكن دون أن تتخطاه , وفقدت الليرة منذ مطلع العام الجديد نحو 11% من قيمتها أمام العملات الأجنبية الرئيسية، وذلك بعدما خسرت العام الماضي نحو 44% من قيمتها , وتدهور سعر صرف الليرة السورية بصورة حادة خلال الأشهر الماضية , وهناك عوامل أخرى ساهمت في تراجع الليرة السورية – بحسب التقرير- منها الأزمة اللبنانية إذ أن تراجع الليرة تسارع منذ منتصف تشرين الأول أكتوبر الماضي عندما كبحت تلك الأزمة مصدرا رئيسيا لتدفقات العملة الصعبة.
بالتزامن مع فرض واشنطن ودول غربية حزمة من العقوبات الاقتصادية على نظام الأسد , وأظهر تقرير نشرته وكالة رويترز أمس نقلاً عن رجال أعمال ومصرفيين أن المخاوف من أن تحد التوترات المحتدمة في الشرق الأوسط من قدرة إيران على مواصلة دعم اقتصاد نظام الأسد ، ساهمت في انخفاض الليرة , وأشارت رويترز إلى أن هناك حديث يدور حول إيداع ايران مئات الملايين من الدولارات في الخزائن السورية وذلك نقلاً عن مصرفيين مطلعين على أوضاع القطاع البنكي السوري , ويرى المصرفيون أن هذه الخطوة حالت دون مزيد من التراجع في العملة السورية