أعلنت ميليشيات حزب العمال الكردستاني بأسم “قوات سورية الديمقرطية” يوم الأحد , موافقتها على الانسحاب لمسافة تزيد على 30 كيلومترا عن الحدود التركية , وفي بيان نشرته في موقعها على الانترنت أشترطت على روسيا “ضمان فتح حوار بناء” بين “الإدارة الذاتية” التي تدير من خلالها ميليشيات “الكردستاني” المناطق التي تسيطر عليها في شمال شرق سورية , وبين حكومة الأسد , وقالت “قوات سورية الديمقراطية” في بيانها إنها “تعيد انتشارها إلى مواقع جديدة بعيدة عن الحدود التركية السورية … فيما تقوم قوات حرس الحدود التابعة للحكومة المركزية بالانتشار على طول الحدود السيادية السورية مع الدولة التركية” , وأضاف البيان “وافقنا على تطبيق مبادرتها (روسيا) بوقف العدوان التركي على شمال شرق سورية والتي جاءت استنادا إلى اتفاقية سوتشي”
من جانبها سارعت حكومة الأسد للترحيب بالقرار قائلة إن على تركيا الآن إنهاء “عدوانها في شمال شرق سورية” , قالت وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين إن “سورية ترحب بانسحاب قوات سورية الديمقراطية بما يسحب الذريعة الأساسية للعدوان التركي الغاشم على أراضيها” , وأضافت الوكالة أن حكومة الأسد “ستساعد على اندماج المواطنين مرة أخرى في المجتمع السوري بما يفسح المجال للجميع للعودة إلى الوحدة الوطنية السورية”
وينص اتفاق سوتشي بين الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين يوم 22 أكتوبر تشرين الأول , على سيطرة قوات الأسد على أجزاء من الحدود الشمالية مع تركيا للمرة الأولى منذ سنوات , ووفقا للاتفاق ستبدأ القوات الروسية والتركية اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل دوريات في جزء من الحدود التركية بعمق عشرة كيلومترات في الأراضي السورية , على أن تؤمن قوات حرس الحدود التابعة لقوات الأسد والشرطة العسكرية الروسية تطهير منطقة الحدود بمسافة تصل إلى 30 كيلومترا داخل سورية من ميليشيات “الكردستاني” خلال ستة أيام تنتهي يوم الثلاثاء.
وقال أردوغان يوم السبت إن تركيا لن تتردد في التدخل من جديد لإبعاد وحدات حمايةالشعب عن منطقة الحدود في حالة عدم وفاء روسيا بتعهداتها بموجب اتفاق سوتشي , وقالت وزارة الدفاع التركية إن جنديا تركيا لقي حتفه وأصيب خمسة آخرون يوم الأحد في هجوم بالصواريخ وقذائف المورتر شنته ميليشيات “الكردستاني” في منطقة رأس العين , وأضافت أن الجيش التركي كان يجري عمليات استطلاع ورد بالمثل على الهجوم , وذكرت وكالة أنباء النظام “سانا” يوم الأحد إن اشتباكات وقعت بين قوات الأسد والجيش التركي بالقرب من مدينة رأس العين , ولم تؤكد تركيا أو تنفي وقوع الاشتباكات
وفي تصريح سابق , اكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن الاتفاق الذي توصلت إليه بلاده مع روسيا حول الشمال السوري ، يسير بشكل طبيعي ووفق ما هو مخطط له , وقال في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) عقب اجتماع في بروكسل، مساء الجمعة , إن مهلة الـ150 ساعة في إطار الاتفاق ، تنتهي الساعة 18.00 (15.00 ت.غ) يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري , وأضاف : “نتابع الأحداث عن كثب حتى ذلك الوقت ، وسنقوم باللازم بعد تقييم المستجدات” , وردّا على اتهامات متعلقة بعملية “نبع السلام”، قال أكار إن “التطهير العرقي ليس كلامًا يُطلق جزافًا .. الحديث عن مزاعم لا تمت للحقيقة بصلة في هذا الصدد أمر غير أخلاقي” , وشدّد على أنه لم يحدث على الإطلاق أي انتهاك لحقوق الإنسان، أو استخدام سلاح كيميائي أو ممارسات غير إنسانية خلال العملية