بدأت القوات الروسية والتركية اليوم الثلاثاء تسيير دورية مشتركة ثانية في ريف عين العرب بمنطقة تل أبيض وريف الدرباسية عند الحدود السورية التركية ، بعد أيام من تسيير الدورية الأولى في الأول من نوفمبر الجاري عند الشريط الحدودي مع تركيا في ريفي عامودا والدرباسية , من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة التركية ، إبراهيم قالن أن “عملية نبع السلام قضت إلى حد كبير على أهداف تأسيس دولة إرهابية على امتداد الممر الإرهابي بشمال سورية .. العملية وجهت ضربة قوية للممر الإرهابي ولكننا نظل في حالة تأهب لأننا نعلم أن الإرهابيين لن يتخلوا بسهولة عن نواياهم” , وأكد أن إبعاد ميليشيات حزب العمال الكردستاني عن حدود تركيا في إطار العملية “لا يعني أبدا أن مكافحتنا له انتهت أو تباطأت”.
وأشار إلى أن “الادعاء بأن نبع السلام ومحاربتنا “الكردستاني” سيضعف مكافحة “داعش” ، لا يعني إلا حماية التنظيم الإرهابي” , ودعا للحذر حيال أنشطة الدعاية السوداء التي تهدف المساس بالنجاح الذي أحرزته عملية “نبع السلام” , وحول إطلاق عناصر “الكردستاني” النيران من منطقة تل تمر بريف الحسكة ، قال قالن : “في العادة ينبغي ألا يكون هنا اشتباكات، لكن جنودنا ووحدات استخباراتنا أكدت إطلاق الإرهابيين النيران منها على جنودنا والجيش الوطني السوري” وأضاف المتحدث بأن تركيا ننتظر من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي ودول أخرى أن تتخذ موقفًا واضحًا وصريحا حيال جميع أشكال الإرهاب ، وأكد أنه لا يكفي توصيف الكردستاني كمنظمة إرهابية على الورق ، إنما ما تقوم به من الناحية العملية هو المهم , وأشار إلى إطلاق مفوضية الأمم المتحدة للاجئين خطة لعودة اللاجئين السوريين الى بلادهم
في هذه الأثناء قتل جندي تركي يوم الاثنين، جراء انفجار لغم في منطقة عملية “نبع السلام” التركية شمال سورية ، حسبما أوردت وزارة الدفاع التركية , وقالت الوزارة في بيان أن الجندي لقي حتفه أثناء محاولته فك عبوة ناسفة يدوية الصنع في منطقة العملية , كما نفت الوزارة صحة تقارير إعلامية عن وقوع عسكريين من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” تحت قصف القوات التركية في سورية , وأضافت وزارة الدفاع التركية في بيان : “الوحدات التركية تواصل أعمال الاستطلاع والمراقبة ونزاع الألغام والمتفجرات المصنوعة يدويا في إطار عملية نبع السلام”
وقالت الوزارة أن التقارير الإعلامية عن اطلاق القوات التركية النار على عناصر تابعة لدول التحالف ومؤسسات مدنية تتواجد بالمنطقة ، قالت الوزارة إن “هذه الأنباء لا تعكس الحقيقة” , يأتي ذلك رداً على مزاعم أوردتها وكالة أنباء النظام “سانا” السورية الرسمية ، ووكالة “هاوار” التابعة لحزب العمال الكردستاني , بمقتل عضو فريق طبي من منظمة “فري بورما رينجرز” غير الحكومية المتخصصة في إسعاف الجرحى، جراء هجوم شنته القوات التركية وأستهدف قرية الرشيدية شمال شرق سورية.
ويوم السبت الماضي , أعلنت وزارة الدفاع التركية ، انتهاء المباحثات مع الوفد العسكري الروسي الثاني، التي انعقدت في أنقرة , وذكر بيان صادر عن الوزارة ، أنه “انتهت المباحثات مع الوفد العسكري الروسي الثاني، التي انعقدت في أنقرة يومي 1 و2 تشرين الثاني نوفمبر الجاري ، حول الجوانب التكتيكية والتقنية في إطار التفاهم الذي تم التوصل إليه في سوتشي، يوم 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2019” كما أعلنت وزراة الدفاع التركية ، الجمعة، تنفيذ الدورية العسكرية التركية – الروسية شرق منطقة عملية “نبع السلام” (شرق نهر الفرات شمالي سورية)، عبر 8 مدرعات وطائرة بدون طيار
وقال المتحدث باسم الوزارة العقيد أولجاي دنيزر، في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة ، بخصوص التطورات المتعلقة بعملية “نبع السلام” , وأكد دنيزر استمرار أنشطة إعادة الحياة إلى طبيعتها بالمناطق المحررة في إطار العملية ، مثل تقديم الخدمات الصحية ، وتأمين الأغذية والمياه ، والطاقة الكهربائية عبر مولدات , وأضاف : “بينما تستمر أنشطتنا بدقة وحساسية كبيرة، نؤكد أن محاولات التضليل والاتهامات والافتراءات الصادرة من عدة مصادر على رأسها حزب العمال الكردستاني لا تعكس الحقيقة”
وأشار دنيزر أن القوات المشاركة بالعملية تبطل مفعول الألغام والقنابل المصنعة يدويًا ، بغية إحلال الأمن وتهيئة الظروف المناسبة من أجل عودة سكان المنطقة إلى أراضيهم , وشدّد على أنه تم تفكيك وتدمير ورشة متفجرات مصنوعة يدويا تابعة لإرهابيي “الكردستاني”، في مدينة تل أبيض ، وضبط طن واحد من مادة نترات الأمونيوم المستخدمة في تصنيع المتفجرات , وأضاف : “جرى حتى الآن تفكيك أكثر من 400 لغم وقنابل مصنوعة يدويا إلى جانب مركبة مفخخة، خلال تمشيط المنطقة من الألغام والقنابل التي زرعها الإرهابيون”
ولفت إلى ضبط عدد كبير من الأسلحة الخفيفة ، إضافة إلى ذخائر وقنابل يدوية ، وقذائف هاون ، ومضادات دبابات ، وعربة مصفحة، خلال عملية التمشيط , وأوضح دنيزر أنه “في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع روسيا في سوتشي بتاريخ 22 أكتوبر/ تشرين الأول، أجرى وفد روسي مباحثات في أنقرة بين 28 و30 من الشهر ذاته” , وتابع : “انطلقت أول دورية مشتركة اليوم الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي (9.00 تغ) ، شرقي منطقة نبع السلام عبر 8 مدرعات 3 منهم روسية وطائرة بدون طيار تابعة للقوات المسلحة التركية” , وذكر أن وفد روسي ثان سيصل في وقت لاحق إلى مقر وزارة الدفاع التركية، لاستمرار المباحثات بين الجانبين في إطار اتفاق سوتشي
وفي سياق متصل، أكدت مصادر عسكرية تركية ، استمرار الأنشطة الساعية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في مدينتي رأس العين وتل أبيض ، مبينًة أن سكان المدينة بدأوا بالعودة إليها , ولفتت المصادر إلى أن الدورية التركية – الروسية المشتركة تنفذت في المنطقة الواقعة شرقي رأي العين بـ 40 كيلومتر وحتى غربي مدينة القامشلي بـ 30 كيلومتر , وأشارت إلى أن منطقتي تل تمر وعين عيسى ليستا ضمن “نبع السلام”، ولا توقع فيهما أي أنشطة للقوات المسلحة التركية , ونفت المصادر حدوث أي اشتباكات بين القوات التركية وجيش الأسد ، مضيفًة : “نحن على تواصل يومي مع نظرائنا الروس في سورية بهذا الخصوص ، ونقوم بالتنسيق المطلوب من أجل تجنب وقوع اشتباكات لا نرغبها”.