كشفت تقارير صحفية بريطانية، عن أن شركة “لافارج” الفرنسية ضالعة باستخدام مصنعها في سوريا سابقًا كمركز للاستخبارات الغربية، يعمل في جمع معلومات عن رهائن تنظيم “داعش”.
ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية، عن ضابط المخابرات الأردني أحمد الجالودي قوله، أمس الأول إن أجهزة المخابرات الغربية استخدمت مصنع “لافارج” لجمع المعلومات من قبل الاستخبارات الغربية للتحري عن رهائن تنظيم “داعش” في سوريا.
وأكد الضابط، أن المعمل استمر في العمل بعد اجتياح التنظيم شرقي سوريا، في واحدة من أكثر حلقات الحرب إثارة للجدل، وعمل لإنقاذ ما يصل إلى 30 رهينة، كان من بينهم الصحفي الأمريكي جيمس فولي، والمصور البريطاني جون كانتلي، والطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذين تأكد فيما بعد مقتل اثنين منهم.
وعلمت الصحيفة أنه طوال ذروة سيطرة التنظيم على المنطقة، كان ضابط المخابرات الأردني أحمد الجالودي يتنقل بانتظام بين المصنع وعمان لإطلاع رؤساء المخابرات الإقليمية والعالمية على مكان وجود الرهائن المزعوم، وفي مرحلة ما، يتعقبهم إلى معمل نفطي قرب مدينة الرقة شمال شرقي سوريا.
وفي الدعوى القضائية التي فتحت عام 2017، يُشتبه بأن مجموعة “لافارج اس آ” دفعت في 2013 و2014 عبر فرعها في سوريا “لافارج سيمنت سيريا” حوالى 13 مليون يورو لتنظيم “داعش”، وإلى وسطاء لضمان استمرار عمل فرعها في ظل الحرب القائمة في هذا البلد.
واعتبرت الصحيفة أن دور ضابط الاستخبارات الأردني يمكن أن يثير أيضا تساؤلات حول تأثير أجهزة الاستخبارات على القرارات التجارية الحساسة للشركات الكبرى، وفي أي دور غير معلن للحكومة الفرنسية في الحفاظ على تشغيل المصنع.
ونقلت الصحيفة عمن وصفته بالمصدر الاستخباراتي الكبير قوله “القرار أكبر من لافارج” وأن القضية أمام المحكمة لا تكشف كل جوانب القصة.
لافارج تخسر حكماً بالنقض
وكانت شركة “لافارج” للأسمنت خسرت حكمًا بالنقض، في 7 من أيلول الحالي، لإسقاط تهم تواطئها بجرائم حرب ضد الإنسانية في أثناء عملها في سوريا.وألغت محكمة النقض الفرنسية العليا قرار الاستئناف بإبطال النقض على التهم الموجهة للشركة.
وأقرت شركة “لافارج” المملوكة الآن لـ”هولسيم” السويسرية، بأن الشركة السورية التابعة لها، كانت دفعت أموالًا لجماعات مسلحة لتواصل عملياتها في سوريا، بعد عام 2011.
واتُهمت لافارج بدفع ما يصل إلى 13 مليون يورو، كضرائب ورسوم للتنظيم لتحافظ على استمرارية عمل المصنع، الذي يقع في قلب منطقة التنظيم آنذاك، ولم تعترض الشركة على الرقم، وأقرت بدفع رسوم للوسطاء، لكنها قالت إنها لا تعرف الوجهة النهائية للأموال.
يذكر أن “لافارج” هي شركة عالمية رائدة في مواد البناء، لديها أكثر من 2500 مصنع في جميع أنحاء العالم، بلغت قيمة استثمارها في سوريا في عام 2007 حوالي 600 مليون يورو في ذلك الوقت، وكانت تعتبر علامة تجارية فرنسية مؤثرة في الشرق الأوسط.