وثق فيديو جديد، نشرته صحيفة “الغارديان“، اليوم الأربعاء، قيام عناصر من فرع الأمن العسكري في دمشق، بعمليات إعدام جماعي بالرصاص، طالت 41 مدنياً معتقلاً في حي التضامن جنوب دمشق، خلال شهر نيسان من عام 2013.
ويعرض الفيديو قيام العنصر “أ ي” بعمليات إعدام جماعية في الحي، وقيام عناصر من قوات النظام بتكويم الجثث فوق بعضها وحرقها.
وتظهر اللقطات التي تم الكشف عنها حديثا، كيف تم إلقاء القبض على مجموعات من المدنيين، وكانوا معصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي، وساروا نحو حفرة الإعدام، غير مدركين أنهم على وشك أن يقتلوا بالرصاص.
ولفتت الصحيفة إلى أنه “عندما انتهت عمليات القتل، لقي ما لا يقل عن 41 رجلا مصرعهم في المقبرة الجماعية بالتضامن، وسكب قتلتهم الوقود على رفاتهم وأشعلوها ضاحكين وهم يتسترون على جريمة حرب”.
وتابعت بالقول: “هذه قصة جريمة حرب قام بها أحد أشهر الأفرع التابعة للنظام السوري، الفرع 227 (يعرف بفرع المنطقة) التابع للأمن العسكري “.
مارتن تشولوف، مراسل “الغارديان” في الشرق الأوسط، قال إن هذه اللقطات “تعطينا لمحة عن جزء لم يسبق وصفه من الحرب المستمرة منذ 10 سنوات”، لافتا إلى أن هذا الفيديو هو من أفظع ما رآه في الحرب السورية بأكملها.
وشهد حي التضامن جنوب دمشق، معارك بين فصائل المعارضة وبين قوات النظام السوري من جهة، وبين الأخير وتنظيم “اداعش” من جهة أخرى، قبل سيطرة النظام كليا عليه في أيار 2018.
100 ألف شخص مفقودون أو مختفون قسرا
كان رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، باولو بينيرو، قال الشهر المنصرم، إن أكثر من 100 ألف شخص لا يزالون في عداد المفقودين أو المختفين قسرا.
وأكد أن “ممارسات التعذيب وسوء المعاملة في أثناء الاحتجاز مستمرة، وتؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة”.
وسبق أن كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في آذار الماضي، عن مقابر جماعية سرية جديدة بسوريا، تضم آلاف الجثث لمعتقلين في سجون النظام السوري، بما يشكل أدلة جديدة على ارتكابه جرائم حرب.
وذكرت الصحيفة في تحقيقها، أنها استطاعت تحديد موقع مقبرتين جماعيتين الأولى في نجها جنوب دمشق، والثانية في القطيفة شمالها، ومن المتوقع أنهما تضمان آلاف الجثث لسوريين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام.