قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن الشابات السوريات في الدنمارك، يتصدرن ضحايا سحب إقامات اللجوء في الدنمارك، وذلك ضمن سياسة “صفر طلبات لجوء” التي تنتهجها حكومة كوبنهاغن.
وأشار تقرير كتبته محررة الصحيفة “فيرونيكا شترزيزنكا” وترجمته “الجزيرة نت” إلى أنه وعلى خلاف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، تعتبر الدانمارك سوريا آمنة لعودة اللاجئين.
فرصة أخيرة لتمديد الإقامة
وتستعرض الصحيفة تجربة اللاجئة مريم عوض -22 عاما- التي “لا تتذكر آخر ليلة” نامت فيها جيدا، وربما كان ذلك قبل أن يتم رفض طلبها لتجديد تصريح إقامتها كلاجئة في الدانمارك قبل عامين.
وعاشت عائلة عوض والتي هربت بعد اعتقال شقيقها الأكبر على يد قوات النظام في سوريا- لمدة 8 سنوات في مدينة آرهوس الساحلية شمال الدانمارك لكنها تواجه وشقيقتها الصغرى خطر الترحيل حاليا.
وأخبرت مريم من قبل محاميها أن هناك الآن موعدا محددا لاستئنافها أمام مجلس اللاجئين. وستكون فرصتها الأخيرة لتمديد تصريح إقامتها.
وقبل أيام، أطلقت لاجئة سورية مناشدة صريحة لمساعدتها من أجل وقف قرار ترحيلها من الدنمارك إلى سوريا، مؤكدة أنها معارضة للنظام السوري ولديها أقارب معتقلون في سجونه.
ولفتت الشابة العشرينية، منى عد الكريم، إلى عزم السلطات الدنماركية على ترحيلها رغم أنها “حامل”، وهذا ما يجعلها قلقة أكثر، إن تم إبعادها عن أهلها وعائلتها وحتى عن زوجها (والد طفلها).
متطوعة سورية تدافع عن المهددين بالترحيل
رحيمة عبد الله (21 عاما) هي إحدى هؤلاء المتطوعات وهي أيضا لاجئة سورية ورئيسة منظمة “المجلس الدانماركي للشباب اللاجئين” التي تنشط في معارضة سياسة الترحيل ضد اللاجئين السوريين، وقالت رحيمة “لم أعد أتذكر كم حالة دافعت عنها، وبالتأكيد فهي أكثر من 100 وربما 200”.
وبحسب رحيمة عبد الله، ليس كل لاجئ مهدد بالترحيل يحظى بفرصة الحديث للإعلام، فهناك من مرت قصصهم دون أن يلاحظها أحد.
وأوضحت بالقول: “عملت مع عائلة واحدة، مع زوجين ومع أطفال صغار. وتمكنت من الحصول على مقابلة صحفية واحدة لهم في السويد، لكن ذلك لم يكن كافيا”.
وأضافت: “الزوج الآن في ألمانيا مع طفلين يحاولان الحصول على حق اللجوء هناك. والزوجة بقيت هنا مع طفل واحد. راسلتني عبر فيسبوك وقالت: لم تساعدينا، لقد دمّرتي حياتنا” وتتابع “لا أستطيع أن أغضب منها – لا أستطيع أن أتخيل كيف تشعر”.
ولفتت إلى أن وسائل الإعلام الدانماركية، تحب أن ترى شابة صريحة من الشرق الأوسط، مندمجة في المجتمع، وتتعلم وتتحدث الدانماركية، ويعتبرون غير المحجبة بعيدة عن الاندماج، وهذا أمر لايمكن أن يكون منطقيا بالضرورة”، وفق عبد الله.
سياسة الدنمارك تجاه اللاجئين السوريين
وقدّرت الدنمارك أن العديد من المناطق حول العاصمة السورية دمشق صارت الآن آمنة بما يكفي لعودة اللاجئين إلى ديارهم، ويترتب على ذلك إلغاء تصريح إقامة السوريين من هذه المناطق.
وأصدرت السلطات الدنماركية، عام 2019، تقريرا جاء فيه أن الوضع الأمني في بعض أجزاء سوريا “تحسّن بشكل ملحوظ”، واستخدم التقرير كمبرر لبدء إعادة تقييم مئات تصاريح الإقامة الدنماركية الممنوحة للاجئين السوريين من العاصمة دمشق والمنطقة المحيطة بها.
وتعد الدنمارك من الدول الموقعة على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تمنع ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين إذا تعرضوا لخطر التعذيب أو الاضطهاد في بلدانهم الأصلية.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين في الدنمارك 21 ألفًا و980 لاجئًا، بحسب الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي.