قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن “كل شيء في هذه المنطقة متشابك ، فما يحصل في طهران سيؤثر على بغداد ودمشق وبيروت ، وعملية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين” , وأضاف في مقابلة مع “فرانس 24” نشرتها وكالة الأنباء الأردينة الرسمية “بترا” بأن المنطقة “على أعتاب عقد جديد وليس فقط عام جديد، ونأمل أن نقوم في الأشهر القليلة القادمة بتصويب الاتجاه في المنطقة، من خلال السعي للتهدئة والحد من التوتر” , ورداً على سؤال حول استئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلاده ونظام الأسد ، قال الملك عبد الله الثاني : “من وجهة نظر أردنية ، هناك حوار بيننا وبين دمشق ، ولكن هذا هو الاتجاه الذي تسلكه العديد من الدول حول العالم حاليا بناء على تصور دولي للاتجاه الذي تسير فيه الأمور في سورية” , ووصف الملك عبدالله , عملية قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بـ”إنه قرار أمريكي وقد حصل”
وحول الأوضاع في سورية , قال العاهل الأردني أن “موقف النظام أقوى الآن ، وما يزال الطريق أمامهم طويلا، ولكن يجب أن نتذكر أنه على النظام السوري التحرك نحو دستور جديد وحوكمة جديدة ، مع إبقاء الجزء الثاني المتعلق بسورية في الاعتبار، وهو الحرب على تنظيم داعش ، حيث أنه عاد لتظهر مجددا، كما ذكرتَ سابقا ، نحن نعمل كجزء من المجتمع الدولي لضمان التقدم في المسار السياسي والدستوري نحو الاتجاه الصحيح، ولا أعتقد أن هذه العملية ستكون سريعة ، وكذلك فإن هناك تحديا كبيرا في إعادة إعمار سورية ومنح السوريين فرصة لحياة أفضل، وسيستغرق هذا الأمر وقتا طويلا”.
وأضاف : “هناك قرار روسي مهم اليوم ، ونرجو أن يسهم ذلك في تهدئة الأمور، ولكن عدة آلاف من المقاتلين الأجانب قد غادروا إدلب وانتهى بهم المطاف في ليبيا ، وهذا أمر علينا جميعا في المنطقة وعلى أصدقائنا في أوروبا مواجهته في عام 2020، لأننا لا نريد دولة فاشلة في ليبيا، ومواجهات مفتوحة أخرى للتحالف ضد المنظمات الإرهابية المتطرفة” , وعن موقفه من إرسال تركيا قوات إلى ليبيا ، قال العاهل الأردني إن ذلك “سيخلق المزيد من الارتباك، على ما أعتقد” , ورأى الملك الأردني أن زيارته إلى أوروبا “تأتي في توقيت مناسب ، وهناك يجب أن نبحث في تعزيز التواصل بعقلانية واحترام ، بدلا من أساليب الخطاب التي تؤجج المشاكل، وقد تقود إلى الهاوية”
وبشأن مستقبل الحرب على تنظيم “داعش” ، قال الملك عبد الله الثاني : “أعتقد أن المنطق السليم سيسود ، كما شاهدنا فيما حصل خلال الأسبوع الماضي ، كانت هناك نقاشات عديدة ليس مع الولايات المتحدة فحسب ، ولكن مع العديدين تحت مظلة الناتو عن كيفية الانتقال من حماية قوات التحالف في العراق ، لنوجه النقاش في الاتجاه الصحيح وهو العمل مع العراق وآخرين في المنطقة من أجل التغلب على داعش ومواجهة عودته في سورية والعراق” , ولفت العاهل الأردني إلى أن مشكلة تنظيم “داعش” لا تقتصر فقط على سورية والعراق بل تمتد إلى ليبيا حيث نرى المقاتلين الأجانب الذين خرجوا من سورية يعيدون تمركزهم في ليبيا بقوة ، ومن المنظور الأوروبي ، بسبب قرب ليبيا من أوروبا ، هذا سيكون محور نقاش مهم في الأيام القليلة القادمة عن كيفية التعامل مع ليبيا، والتأكد من أننا نقوم بما هو مطلوب لمواجهة التنظيمات الإرهابية”