سلط تقرير صحفي على ظاهرة عمالة الأطفال في الرقة شمال سوريا، والعوامل التي أدت لتفاقمها.
ووفق التقرير الصحفي، لوحظ وجود آلاف الأطفال يعملون في مدن صناعية، وبعضهم يعمل في مهن خطيرة.
وقدّر تقرير لتلفزيون سوريا، عدد الأطفال العاملين في مجال إصلاح السيارات في المدينة الصناعية في الرقة بأكثر من 1600 طفل، فيما يعمل نحو 900 آخرين في سوق الحديد، بالإضافة إلى 600 كحمالين (عتالين) في سوق الهال.
وبحسب ناشطين محليين، يذهب فقط حوالي 60% من أطفال الرقة إلى المدارس.
مهن تعرض الأطفال للخطر
يمتهن كثير من الأطفال من أبناء الرقة أو حتى أطفال النازحين العديد من المهن الخطرة، ولعل أبرزها هي ظاهرة استخراج الحديد من الأبنية المُدمرة بفعل قصف التحالف الدولي و”قوات سوريا الديمقراطية”.
و تبرز خطورة هذه المهنة كون أن الكثير من الأبنية تحوي تحت أنقاضها العديد من القنابل التي لم تنفجر، أو وجود ألغام كان قد زرعها تنظيم “داعش” قبل انسحابه من المدينة.
ومن المهن الخطيرة الأخرى استخراج المخلفات البلاستيكية من حاويات القمامة والمكبات، وهنا تبرز خطورة تعرض صحة هؤلاء الأطفال للأمراض والأوبئة المنتشرة بكثرة في المدينة نتيجة تدني الخدمات من قبل سلطة الأمر الواقع.
أسباب عمالة الأطفال
يعد الفقر وصعوبة الحياة وشظفها بالإضافة إلى غياب رب الأسرة أو حتى عدم قدرته على تأمين متطلبات عائلته بمفرده، أبرز العوامل التي تدفع الأطفال للعمل.
كما ويتعرض الأطفال بالإضافة إلى التعب الجسدي إلى أذية نفسية، بسبب سوء المعاملة من قبل أرباب العمل.
كذلك يجد الأطفال أنفسهم في موقع مسؤولية كبيرة تفوق قدراتهم الجسدية والنفسية، وأنهم محاطون بنمط حياة صعب وقاس لا يتحمله من هم في أعمارهم، وهو ما يمنعهم من العيش كأطفال طبيعيين.
كورونا عامل إضافي
أدى إغلاق المدارس وغياب وسائل التعليم عن بعد إلى انقطاع الأطفال عن التعليم، وبالتالي لم يجد أهلهم خاصة الفقراء منهم مناصا من دفعهم للعمل.
وأرجعت كثير من المنظمات العاملة في الشأن الإنساني، ومنها منظمة أنقذوا الأطفال save the children أن تفشي فيروس كورونا منع اثنين من بين ثلاثة أطفال من عدم مواصلة تعليمهم والذهاب للمدرسة.
وتابعت المنظمة في استطلاع لها أن 2.45 مليون طفل في جميع أنحاء سوريا أصبحوا خارج إطار التعليم.ولا يختلف حال أطفال المخيمات في الشمال الشرقي السوري، حيث توقف 5500 طفل عن الذهاب للمدرسة، حسب المنظمة.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن الفقر هو العامل الأول الذي يجعل من الأطفال يقطعون تعليمهم من أجل تحصيل رزقهم، حيث أصبح عمل الأطفال مصدر دخل إضافي، وأساسي للعائلات.
اقرأ أيضاً “أنقذوا الأطفال” تكشف عن واقع مأساوي يعيشه أطفال الرقة
أزمة نفسية وغياب الأمان للأطفال
وقالت مديرة استجابة منظمة “أنقذوا الأطفال” في سوريا، سونيا كوش قبل أيام، إن عشر سنوات من الحرب في سوريا أدت إلى حدوث أزمة نفسية للأطفال وأسرهم في مختلف مناطق البلاد.
وتابعت كوش: “لكن في الرقة، ليس هناك أي أمان حتى للأطفال”، في ظل تعرضهم لخطر الإصابة أو الموت تحت الأنقاض فيما إذا فكرو بالقيام بأنشطة تساعدهم على نسيان مامروا به، كالذهاب إلى المدرسة أو اللعب مع أصدقائهم.
وتخضع مدينة الرقة لسيطرة “الإدارة الذاتية” منذ عام 2016، وذلك بعد أن تمكنت “قوات سوريا الديمقراطية” من إبعاد تنظيم “داعش” عبر حملة عسكرية دعمها “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
عمالة الأطفال
وتتضمن عمالة الأطفال الواجب القضاء عليها:أسوأ أشكال عمل الأطفال المطلقة، التي عرفت دوليًا بالاستعباد والاتجار بالبشر وسائر أشكال العمل الجبري، وتوظيف الأطفال جبرًا لاستخدامهم في النزاعات المسلحة، وأعمال الدعارة والأعمال الإباحية والأنشطة غير المشروعة.
وتشمل العمل الذي يؤديه طفل دون الحد الأدنى للسن المخول لهذا النوع من العمل بالذات (كما حدده التشريع الوطني ووفقًا للمعايير الدولية المعترف بها).