اعتبرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، أن الفيديو الذي يوثق مجزرة قوات النظام في حي التضامن جنوب دمشق، “يضم أدلة قوية يمكن البناء عليها قضائيا”.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن مدير الشبكة السورية، فضل عبد الغني قوله، إن “مايميز هذا التقرير أنه تمكن من تحديد هوية المجرم والفرع الذي ينتمي إليه وتمكن من اختراقه وانتزاع اعتراف منه، وهو بالتالي يدين الأمن العسكري والنظام بشكل كامل”.
تقديم الفيديو للادعاء العام بثلاث دول أوروبية
ولفت إلى أنه “تم تقديم التسجيل المصور إلى 3 مدعين عامين في ألمانيا وفرنسا وهولندا، لبدء الإجراءات القضائية ضد مرتكبي هذه المجزرة المروعة”.
وأشار إلى أن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان بدأت العمل على تحديد هوية الضحايا عبر حصر القتلى والمعتقلين في ذات الفترة، والتواصل مع أهالي المختفين قسريا ومجهولي المصير”.
وأكد أنه ” لدى الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقاطع مشابهة يقوم بها الجيش والشبيحة ويعدمون أشخاصا بشكل مشابه لما يجري، لكن لايكفي فقط الذهاب إلى القضاء والإدانة وحسب، بل يجب أن تكون هناك خطوات عملية للمحاسبة”.
وأردف: “أن الجاني في سوريا لا يمكن الوصول إليه وجلبه لتنفيذ أي حكم صادر بحقه.. إذا لم يتم التحرك ضده، فإن الدعاوى القضائية التي تستمر لسنوات لن تجلب أي نتيجة”.
وتابع: “هذا الفيديو سيشكل ضغطا على الدول التي تصافح النظام وتسعى إلى تطبيع العلاقات معه، لأنها ستعي مدى الإحراج الذي ستتعرض له في حال أصرت على سلك هذا الطريق”.
مجزرة التضامن
وكان تحقيق صحفي، نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية قبل يومين، كشفت فيه عن مجزرة ارتكبها عناصر في قوات النظام في حي التضامن جنوب دمشق في 16 من نيسان من عام 2013.
ويظهر تحقيق “الغارديان” أن كلاً من “أمجد يوسف” و”نجيب الحلبي”، أعدما 41 شخصاً عبر الإلقاء بهم في حفرة وسط أحد الشوارع في حي التضامن، ومن ثم إطلاق الرصاص المباشر عليهم وإحراق جثثهم بإطارات السيارات.
وقال موقع “الجمهورية” والذي عرض كامل تفاصيل التحقيق عن “الغارديان”، إن هذا الفيديو الذي تم نشره هو واحد من 27 فيديو تم تسريبها، ويظهر فيها مقتل 288 مدنياً بينهم 7 نساء ومجموعة غير معروفة العدد من الأطفال، على يد يوسف والحلبي، اللذين يعملان في الفرع “227” التابع للأمن العسكري.
ويقع حي التضامن خارج البوابة الجنوبية لمدينة دمشق القديمة، على أطراف حي الميدان الدمشقي، وإلى الجنوب الغربي من حي باب شرقي.
وواجه النظام السوري، الاحتجاجات السلمية في الحي مع انطلاق التظاهرات في ربيع العام 2011، بالرصاص، قبل أن تسيطر المعارضة المسلحة عليه عام 2012.
وشهد حي التضامن جنوب دمشق، معارك بين فصائل المعارضة وبين قوات النظام السوري من جهة، وبين الأخير وتنظيم “اداعش” من جهة أخرى، قبل سيطرة النظام كليا عليه في أيار 2018.